غونري جيوا أوغلو – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس

المشكلة مكونة من مرحلتين: "1- إدلب. 2- ما بعد إدلب". المرحلة الثانية أهم. لكن لنبدأ على الترتيب.

لا شك في أن البيان الختامي لقمة الثلاثية في طهران، المعد مسبقًا من دبلوماسيي الأطراف الثلاثة بالتوافق وبانتقاء الكلمات بعناية، حاز على موافقة الزعماء.

يبدو أن روسيا وإيران اتفقتا على "ضم إدلب إلى الأراضي السورية"، لكن كان هناك اتصالات مع أنقرة من أجل القيام بذلك مع أخذ مخاوف وتطلعات ومصالح تركيا في الاعتبار.

مخاوف تركيا هي التالية:

- ألا يكون الجيش الحر، الذي يحظى بحماية تركية، هدفًا لعملية عسكرية كبيرة في إدلب.

ما يميز الفصائل المسلحة في محافظة إدلب، بما فيها الجيش الحر، هو أن زوجات وأطفال عناصرها موجودون في المحافظة، وهم مشمولون في إطار المدنيين.

حتى لو سيطرت قوات النظام على إدلب، ينبغي ألا يتعرضوا للقصف، وأن ينتقلوا إلى مناطق آمنة.

- عدم حدوث موجة نزوح لأكثر من مليون مدني نحو تركيا، التي تصر على التوصل إلى حل لهذه المشكلة، في حال تنفيذ النظام السوري وروسيا عملية كبيرة ضد إدلب.

أما في حال حدوث نزوح بضع مئات آلاف من الأشخاص، فمن الممكن توجيههم إلى المخيمات في اعزاز، الخاضعة لسيطرة تركيا.

- نقاط المراقبة التركية في إدلب. هناك عدد كبير من الضباط والجنود والأسلحة، وأمنهم في غاية الأهمية.

ينبغي ألا يقع عناصر الجيش التركي في نقاط المراقبة، التي تشكلت من أجل المحافظة على خفض التصعيد، بين نارين.

- في حال مشاركة عناصر وحدات حماية الشعب مع قوات النظام السوري في العملية فإن المشكلة الأمنية ستزداد خطورة بالنسبة لتركيا.

***

مستقبل إدلب بعض سيطرة النظام عليها بدعم من الميليشيات الروسية والإيرانية مثير للقلق. لماذا؟

- ماذا سيكون مصير المنطقة الواقعة بين هطاي ومنبج، والتي أصبحت منطقة آمنة بفضل عمليتي درع الفرات وغصن الزيتون اللتين نفذهما الجيش الحر بدعم من تركيا؟ ماذا لو قال النظام: "هذه المنطقة أرض سورية، ليخرج الجيش التركي، وليلقي الجيش الحر أسلحته"؟

هل يمكن للجيش التركي أن يواصل سيطرته على تلك المنطقة على الرغم من "مبدأ وحدة أراضي الدول" وقرارات الأمم المتحدة الداعمة لهذا المبدأ؟ وماذا سيكون موقف روسيا؟

- المنطقة الكبيرة الواقعة شرق الفرات حتى الحدود العراقية خاضعة لسيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي.

تقع موارد الطاقة في هذه المنطقة، التي أسست فيها الولايات المتحدة منشآت وقاعدة رادار ومطار.

ماذا لو منح النظام السوري المشروعية في تلك الأرضي إلى حزب الاتحاد الديمقراطي تحت غطاء "دولة اتحادية أو منطقة حكم ذاتي"؟ من الممكن أن يفعل ذلك من أجل إخراج الولايات المتحدة من سوريا.

هل من مصلحة تركيا أن يكون لديها جار من هذا النوع يخضع لإمرة روسيا تحت حماية النظام السوري؟

أم يكون هذا الجار بإمرة الولايات المتحدة، إذا بقيت هذه الأخيرة في المنطقة؟

خياران أحلاهما مر..

عن الكاتب

غونري جيوا أوغلو

كاتب في صحيفة ملييت


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس