مليح ألتنوك – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

عقب القمة الثلاثية في طهران بين تركيا وروسيا وإيران يوم 7 سبتمبر/ أيلول، صدرت تعليقات تقول إن "مسار أستانة انتهى".

بيد أن قمة سوتشي بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين أظهرت أن التعليقات المذكورة لا أساس لها من الصحة.

فقد صدر عن القمة قرار بأن تفرض تركيا وروسيا معًا الاستقرار في إدلب، الواقعة على مقربة من حدودنا الجنوبية. 

لنر في البداية كم عصفورًا ضربنا بحجر واحد:

- الحيلولة دون سقوط ضحايا مدنيين في المدينة التي لجأ إليها 3.5 مليون شخص. 

- منع موجة نزوح جديدة ستسبب مشاكل اقتصادية واجتماعية جديدة لتركيا

- تمهيد الطريق أمام التخلص من العناصر الراديكالية التي لا يعرف ولاؤها لمن. 

- تعزيز المنطقة العازلة بين الحدود التركية وشمال سوريا

- إبعاد إيران، وهي لاعب لا يؤمن جانبه، خطوة عن عملية الحل في سوريا.

- أثبتت تركيا أنها فاعل عالمي في حل المشاكل الإقليمية، وأنها تقيم توازنًا بين المعسكرين الشرقي والغربي. 

***

لكن الأخبار الطيبة لا تستمر كثيرًا في منطقتنا هذه. بينما كنا نفكر كيف سترد الزلايات المتحدة على التعاون الدبلوماسي التركي الروسي، جاء الرد من إسرائيل. 

فبعد ساعات من قمة أردوغان- بوتين، التي بعثت الأمل في العالم بشأن مستقبل سوريا، قصفت إسرائيل اللاذقية، الخاضعة لسيطرة النظام السوري. وفي تلك الأثناء أُسقطت طائئرة روسية على متنها 15 عسكريًّا. 

أعلن بوتين: 

أن إسرائيل أبلغته بعمليتها ضد اللاذقية قبل دقيقة واحدة فقط من تنفيذها..

وأن إسرائيل دفعت الطائرة التي أُسقطت إلى المنطقة الخطرة..

وأنه لم يكن هناك وقت كافٍ من أجل ابتعاد الطائرة..

وأن نظام الدفاع الجوي السوري أسقط الطائرة بالخطأ.. 

وأضاف المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن إسقاط الطائرة لن يؤثر على اتفاق تركيا وروسيا بخصوص إدلب.

***

أتساءل.. مع هذه الطائرة، كم أصبح عدد طائرات بوتين التي أُسقطت؟

أُسقطت طائرة تحمل جوقة الجيش الأحمر..

ونتيجة استفزاز، أسقطت تركيا على الحدود السورية مقاتلة روسية..

وكأن ذلك لم يكفِ، اغتال عنصر من تنظيم غولن السفير الروسي بأنقرة..

لكن بوتين لم ينخدع بهذه الألاعيب ورأى الدسائس الرامية للإيقاع بين تركيا وروسيا، فلم ينجر معها..

عن الكاتب

مليح ألتنوك

كاتب صحفي في صحيفة ديلي صباح


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس