بيرجان توتار – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

يبشر الاتفاق الموقع بين تركيا ورسيا في سوتشي بمرحلة جديدة في الشرق الأوسط من جميع النواحي.

ست عوامل هامة تقف وراء الاتفاق الخاص بإدلب، آخر معقل للمعارضة السورية التي ترى في تركيا لاعبًا مشروعًا.

أولًا، قوة تركيا وتفوقها بالمقارنة مع بلدان المنطقة.

ثانيًا، الطبيعة الجغرافية لمحافظة إدلب. فهي تقع على حدود تركيا، وتتميز بأنها مناسبة جدًّا لحرب العصابات بحكم موقعها وطبيعتها الخضراء والجبلية.

كما أن وجود معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا يزيد من الأهمية الاستراتيجية للمدينة.

ثالثًا، تتميز إدلب بأنها ممر يربط المناطق الداخلية لسوريا بالساحل والعاصمة دمشق، بحكم موقعها الجغرافي.

فالطريق الواصل بين حلب واللاذقية، والطريق الرابط ما بين دمشق وحلب يمران من إدلب. وبالتالي فهي ستلعب دورًا هامًّا في مستقبل سوريا، لأنها قادرة على فصل دمشق عن أهم مناطق البلاد.

***

رابعًا، تُزرع في إدلب كل الأشجار المثمرة علاوة على القمح والقطن والبطاطا والزيتون، فهي بذلك العاصمة الزراعية والغذائية لسوريا.

ولأن المحافظة تتميز بالقدرة على الاكتفاء الذاتي، بإمكانها الصمود طويلًا في مواجهة هجمات وحصار النظام السوري.

خامسًا، الحرب على إدلب تحمل معها خطر إثارة نزاع طائفي في مناطق هامة كحماة واللاذقية وحلب.

سادسًا وأخيرًا، قرب إدلب من القواعد العسكرية الروسية في سوريا.

كل هذه العوامل، علاوة على موقف تركيا الحازم جعلت دمشق وطهران وموسكو تتراجع عن الهجوم الذي كان منتظرًا على إدلب.

***

كان من الصعب جدًّا على الأسد وإيران وروسيا اليوم تحقيق ما فشلت فيه فرنسا بالأمس وهي في أوج قوتها.

علينا ألا ننسى أن إدلب كانت مركز حرب الاستقلال التي خاضها الشعب السوري بدعم من تركيا ضد فرنسا ما بين عامي 1918 و1921، وهي الآن تعيد دورها التاريخي.

لكنها هذه المرة تقاوم الولايات المتحدة وروسيا عوضًا عن فرنسا. وبدعم من تركيا مجددًا حقق السوريون هذا النصر على المخططات الإمبريالية.

في مطلع القرن العشرين خططت فرنسا، كما تفعل الولايات المتحدة اليوم، لتقسيم سوريا إلى 4 مناطق.

وكما فشلت خطة فرنسا، باءت الخطة الأمريكية بالخيبة بفضل وقوف تركيا في وجهها.

ولهذا فإن الاتفاق الذي توصلت إليه تركيا مع روسيا جنّب إدلب أزمة إنسانية، علاوة على إحباطه سيناريوهات الفوضى التي رسمتها القوى الأطلسية.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس