مصطفى بارودي - خاص ترك برس

نستذكر بمناسبة مطلع عام هجري جديد علينا، أحب ما ينشد إلينا:

(طلع البدر علينا) لكن من أين؟؟؟ إنها من ثنيات الوداع!!!

لمن لا يعرف ما هي ثنيات الوداع التي تغنى أهل المدينة المنورة بها فرحاً بوصول رســـول الله ســـيدنا محمد صلى الله عليه وســـلم منها

فالثنية التي أطل منها الرســول صلى الله عليه وســلم هي جغرافياً

طريق ضيق بين جبل سـلع وجبل اللابة الغربية يسـلكه الذاهب من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة

أما ثنيات الوداع المعنوية التي يـسـلكها المرء مـسـتدبراً الإسـلام

ومـسـتقبلاً الـشـر والكفر ففيها الكثير مما يمكن قوله...

وهي الأساطيرالجاهلية القديمة التي حاكها عُباد أوثان ذلك الزمان

ومن معهم من أعداء الإســـلام في المدينة المنورة.

وهي أوكار الفــسـاد وتدبير المؤامرات وشـــرب الخمر وقطع الطريق واللصوصية والقتل الذي كان شــائعاً في ذلك الزمان...

ومن أولاها ظهره فإنما يودع الحياة السوية السليمة ويستقبل الحياة الضنكة المُتعبة

وكان من الـشـائع في الجاهلية أن الثنية مكمن اللصوص والمجرمين ومن دخلها فقد لا يخرج منها سالماً بماله أو حياته

ولكن مع الهجرة النبوية خرج من ثنيات الوداع رســـول الله صلى الله عليه وســلم وجاء الربيع الأول من ثنية محفوفة بالمؤامرات والــســرقة والكذب واللصوصية والقتل وهذا ما حصل فعلاً بأمر من الله تعالى وكان ذلك جلياً بقوله صلى الله عليه وســـــلم: (دعوها فإنها مأمورة) ليثبت كذب ليكودي ذلك العصر وافتراء من معهم من قومنا.

لقد جاء بالربيع الأول ربيع الحق مُزهراً على يديه الـشـريفتين

بالرغم من أنه كان يتيم الأبوين صغيراً، يتيم القوم كبيراً.

وفوجئ أهل ذلك الزمان عامة كيف خرج ســـيدنا محمد صلى الله عليه وسـلم من ذلك الطريق بعد ثلاث عـشـرة سـنة مكية من بداية الثورة الأولى في مكة المكرمة

كما زعم البعض في زماننا أن ثورة الياســـــمين في مغربنا لا يمكن أن تصل إلى مدينة الياســــمين في مـــشـــرقنا، وكان لا يُبيّتُ له قومه إلا شــــــراً مثلنا، وقد قال الأديب مصطفى صادق الرافعي رحمه الله تعالى: (بدأ الإســـلام في رجل وامرأة وغلام، ثم زاد حراً وعبداً، أليــســت هذه الخمـــس أطوار البــشــرية في وجودها مخلوقة في الإنـسـانية والطبيعة ومصنوعة في الـسـياسـة والاجتماع؟؟).

هل نخرج من ثنيات وداع هذا العصر؟؟؟

هل نخرج بريبع جديد ربيع أخلاقي قيمي اجتماعي ســياســي

كما كان الخروج الأول؟؟

هل يمكن أن يزهر ربيعنا هذا كما أزهرالربيع الأول على الإنسانية

جمعاء بالرغم من يُتمِ القوم وما يحاكُ ضدنا؟؟؟

هل نخرج من ثنيات وداع هذا العصر؟؟؟

كما خرج الثائر الأول بربيع أزهرعلى الإنــســانية - ولولا ربيعه لما كنا مـسـلمين - وغالب من معه من البسطاء والقلة غير ذلك، والحق دائماً كذلك، ونحن مثله.

هل نخرج من ثنيات هذا العصر؟؟؟

كما خرج الرســـول الكريم واســــتقبله أشراف يثرب ومدينهم الطيبة المنورة

كما خرجنا مثله وأكرمنا بخير اســتقبال من أحيا ســيرة الأنصار في هذا الزمان: أهلنا في إســـــتانبول، ليزهر منها نورالإنــســـانية على البــشــرية من جديد

ليـــس ذلك على الله بعزيز.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس