ترك برس

تواصل تركيا إرسال تعزيزات عسكرية كبيرة إلى الأراضي السورية عقب الاتفاق الذي توصلت إليه مع روسيا لإنشاء منطقة منزوعة السلاح في محافظة "إدلب" شمال غربي سوريا، والتي تعد آخر معاقل المعارضة السورية، وسط تساؤلات وشكوك حول التزام الروس بالاتفاق.

وعقب وصول تعزيزات من قوات الكوماندوز إلى نقاط المراقبة التركية في إدلب، تساءل مراقبون عن ما إذا كانت أنقرة قد بدأت بتنفيذ بنود الاتفاق الذي جرى الإعلان عنه قبل أيام، عقب قمة للرئيسين التركي رجب طيب أردوغان، والروسي فلاديمير بوتين، في مدينة سوتشي الروسية.

وبانتظار المدة المحددة لوقت تنفيذ الاتفاق، المحددة بمنتصف الشهر القادم، فإن مراقبين يجزمون بأن لدى تركيا الكثير من أوراق القوة في المفاوضات السرية، التي تمكنها من الوصول إلى تنفيذ الاتفاق.

وقال القيادي العسكري في "الجبهة الوطنية للتحرير" النقيب عبد السلام عبد الرزاق، قال إن الوضع على الجبهات بين المعارضة ونظام الأسد كما كان عليه قبل توقيع الاتفاق التركي الروسي.

وأشار عبد الرزاق إلى أن "من المرجح أن تشهد الجبهات بوادر تنفيذ الاتفاق خلال الأيام القليلة القادمة"، حسب صحيفة "عربي21".

المعارض السوري، حذّر في الوقت ذاته من عدم التزام روسيا بتعهداتها، بالقول: "لنا تجارب في اتفاقات مع روسيا والنظام، ونعلم مدى خداعهم".

وأضاف: "لن يتغير شيء على الجبهات، وسنبقى دائما في جاهزية كاملة وسنواصل التدريب ونراقب جبهاتنا لنكون على استعداد لأي مستجد".

ورجح أن لا يدوم الاتفاق طويلا بالنظر إلى التصريحات الصادرة عن النظام وروسيا، على حد تأكيده.

بدوره عدّ الخبير العسكري، العقيد خالد المطلق، دخول القوات الخاصة التركية إلى إدلب، مؤشرا واضحا على بدء تركيا بتنفيذ خارطة الطريق المتفق عليها في أستانة، والتي تم تعديلها في سوتشي مؤخرا.

وعن المعطيات التي استند عليها، أوضح الخبير المختص بالأمن والمتابعة، أن من مهام القوات الخاصة تنفيذ عمليات خاصة في وقت محدد، لافتا إلى الفوارق الجوهرية بين المهام الدفاعية للقوات التركية البرية المتواجدة في نقاط المراقبة، وبين المهام التي توكل إلى القوات الخاصة عادة.

وأكد  المطلق أن تركيا التي شرعت بتنفيذ الاتفاق أوكلت مهمة ضبط الإيقاع في المناطق الحساسة لهذه القوات.

غير أنه، وبحسب المطلق، فإن البدء في التنفيذ لا يعني سهولة المهمة أمام الجانب التركي، مشيرا في هذا الصدد إلى اعتراض تنظيم "حراس الدين" على الاتفاق.

وعن سحب تركيا السلاح الثقيل من المناطق القريبة من خطوط التماس، تمهيدا لإعلانها مناطق خالية من السلاح، فقد ذهب المطلق إلى الترجيح بأن سحب السلاح الثقيل لن يقتصر على منطقة دون أخرى.

وأشار إلى أن "تركيا ستسحب السلاح الثقيل والمتوسط من كل إدلب ومحيطها لكن بالتدريج، وبأساليب ناعمة".

وحول دلالة وصول القوات الخاصة التركية إلى نقاط المراقبة، لم يستبعد المطلق أن يكون من بين مهامها حماية نقاط المراقبة من هجمات مفاجئة قد تقوم بها مليشيات تابعة لإيران التي همشت في الاتفاق الأخير، على حد تعبيره.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!