ترك برس

بعد سنواتٍ من الهدوء النسبي، بدأت المدن التركية مؤخرًا تعيش زيادةٍ في عدد الاجتماعات والمؤتمرات، وإحياءً لسياحة المؤتمرات مرة أخرى في تركيا مع توقعاتٍ جيدة للعام المقبل، مما يرفع مستوى التوقعات بشأن زيادة عائدات السياحة.

فقد وصل النمو المتتالي في مجال السياحة في تركيا إلى قطاع الاجتماعات والمؤتمرات، حيث تحولت الشركاتُ الدوليةُ مرةً أخرى إلى تركيا لعقد اجتماعاتها، وتتوقع الشركات العاملة في مجال السياحة قفزةً حقيقيةً في عام 2019. وقد تحوّلت الشركاتُ الكبرى في كل من المملكة المتحدة وإيطاليا وإسبانيا وفرنسا وألمانيا واليابان وروسيا والهند إلى تركيا لإجراء اجتماعات وكلائها ومنظوماتها الداخلية.

تستضيف معظم الفنادق في أنطاليا، والتي مدّدت هذا الموسم السياحي حتى نهاية شهر تشرين الثاني/ نوفمبر من هذا العام، مجموعة اجتماعاتٍ كل أسبوع. وكذلك في العديد من الفنادق في إسطنبول، تعقد الشركاتُ الأجنبيةُ فعاليتين أو ثلاثة فعاليات في الشهر الواحد. ومن المتوقع أن تستمر هذه الحركة السياحية التي بدأت في أيلول/ سبتمبر، حتى تشرين الأول/ أكتوبر وتشرين الثاني/ نوفمبر من هذا العام.

ونقلت صحيفة ديلي صباح التركية عن عدد من الشركات العاملة في قطاع السياحة أن اجتماعات الشركات تُعد بدايةً ستؤدي إلى تنشيط سياحة المؤتمرات، كما أن السياح من ذوي الدخل المرتفع الذين يزورون تركيا بهدف سياحة المؤتمرات، سيزيدون أيضًا من عائدات السياحة.

وتشكّل صناعةُ المعارض والمؤتمرات 20 في المئة من إيرادات تركيا في مجال السياحة. وتتميزُ المجموعات القادمة إلى تركيا لسياحة المؤتمرات بنفقاتها العالية، إذ ينفق السائح العادي 100 يورو يوميًّا في تركيا، في حين ينفقُ السياحُ الذين يسافرون بهدف حضور المؤتمرات أكثر من ضعفي هذا المبلغ. ويبلغُ متوسطُ الإنفاق اليومي للسائح الذي يصل إلى أنطاليا لحضور اجتماعٍ 120 يورو في حين يصلُ إلى 200 يورو في إسطنبول، ومن المتوقع أن يزداد مع نهاية موسم السياحة، ويجلبُ ذلك مزيدًا من الدخل إلى قطاعاتٍ أخرى مثل الإقامة والترفيه والمطاعم.

ويتراوح عددُ الأشخاص في المجموعات القادمة بهدف حضور المؤتمرات والاجتماعات، في إسطنبول بين 50 و150 شخص، أما في أنطاليا فيصل العدد إلى 500 شخص.

وعلى الرغم من أن مدة الإقامة في الشركة تقتصر على ثلاثة أيام، فإن السياح القادمين لتركيا يمدّدون هذه الفترة لمدة تصل إلى أسبوع واحد. وتجدرُ الإشارة إلى أن قدوم مجموعات الاجتماعات الأوروبية إلى إسطنبول قد ضَعُفَ خلال السنوات الخمس الماضية، وأشار ممثلو القطاع في إسطنبول إلى أنه من المخطط عقد فعاليات الاجتماعات على مدى ستة أشهر، مضيفين أنه بدءًا من شباط/ فبراير وحتى آذار/ مارس 2019 ستصل هذه الاجتماعات إلى ما بين سبعة وثمانية كل شهر.

من جهته، قال نائب رئيس اتحاد وكالات السفر التركية تورساب TÜRSAB، سلجوق بويونيري: "هناك صعودٌ في سياحة الاجتماعات والمؤتمرات هذا العام، وإن لم يكن على المستوى الذي نريده"، وأضاف: "جميع الوكالات العامة في قطاع الاجتماعات والمؤتمرات والمعارض تقوم بنشاطاتٍ جادة لتسويق المبيعات لعام 2019، وتبين لنا محادثاتنا أيضًا أنه ستكون هناك قفزةٌ كبيرةٌ إلى الأمام في سياحة المؤتمرات في العام المقبل".

وقال نائب رئيس جمعية الفنادق التركية توروب TÜROB، موبيرّا إرسين، إن عدد السياح الأوروبيين القادمين إلى إسطنبول في فترة الصيف قد ارتفع، مضيفًا أن هذه الحركة بدأت تظهر خلال شهري أيلول/ سبتمبر وتشرين الأول/ أكتوبر، وأضاف: "قبل خمس سنوات، كان يتمُّ عقدُ 10 إلى 15 اجتماعًا في الشهر. أما الآن فهناك اجتماعان إلى ثلاثة في الشهر الواحد. لم نتحقق بعد من الأرقام السابقة، ولكن هناك زخم إيجابي للغاية، وسوف يزداد بعد عام 2019"، وأكد إرسين أن هناك ارتفاعًا في مؤشر سوق الاجتماعات والمؤتمرات والمعارض في أنطاليا.

وقال نائب رئيس جمعية الفنادق السياحية الشرق المتوسطية أكتوب AKTOB، كان كاشيف كافال أوغلو، إنهم سيستضيفون في الفترة من تشرين الأول/ أكتوبر وتشرين الثاني/ نوفمبر 2018، مجموعة اجتماعات كل أسبوع تقريبًا على المستوى المحلي والدولي. مشيرًا إلى أن المجموعات يمكن أن تصل إلى 500 شخص، وأضاف أن السياح الذين يزورون تركيا بهدف حضور الاجتماعات أو المؤتمرات أو المعارض، ينفقون 120 يورو للفرد في المتوسط​​، وأن مثل هذه الاجتماعات سوف تمدد الموسم حتى نهاية تشرين الثاني/ نوفمبر، مع افتتاح الموسم الجديد في آذار/ مارس 2019.

وأشار المدير العام لفندق موفنبيك Movenpick، أحمد أرسلان، إلى أن الفندق استضاف الأسبوع الماضي مجموعات تضم مئة شخص من إيطاليا وروسيا، في حين أن لديهم هذا الأسبوع مجموعة من بريطانيا، وقال أرسلان: "تستغرق الاجتماعات ثلاثة أيام في المتوسط، لكن الأوروبيين غابوا حقًا عن إسطنبول. وبعد اجتماعٍ استمرَّ لثلاثة أيام سيبقون لمدة أربعة أو خمسة أيام أخرى، وربما تصل إلى ثمانية أيام. تعد هذه المنظمات ذات أهمية كبيرة لصورة إسطنبول".

وقال الرئيسُ التنفيذيُّ لفندق إيليت وورلد Elite World، أونسال شينيك، إن إسطنبول تلقت طلبًا كبيرًا على سياحة الاجتماعات والمؤتمرات من بريطانيا وإسبانيا وإيطاليا وروسيا وأمريكا الجنوبية هذا العام، وأضاف: "بدأت الرحلاتُ السياحيةُ في الصيف، وبدأت الشركاتُ في هذه البلدان تنظيم اجتماعات في الفترة من أيلول/ سبتمبر إلى كانون الأول/ ديسمبر. نحن نستضيفُ ثلاث مجموعات اجتماعاتٍ في فنادقنا في منطقة تقسيم هذا الشهر، وسوف نشهد قفزة حقيقية في عام 2019".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!