ترك برس

تتباين آراء المراقبين والمحليين بشأن أبعاد الاتفاق الذي توصل إليه الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان، الروسي فلاديمير بوتين، لإقامة منطقة منزوعة السلاح بين قوات نظام الأسد والمعارضة في سوريا.

ويعد الاتفاق ثمرة لجهود تركية دؤوبة ومخلصة للحيلولة دون تنفيذ النظام السوري وداعميه هجومًا عسكريًا على إدلب، آخر معاقل المعارضة، حيث يقيم نحو 4 ملايين مدني، بينهم مئات الآلاف من النازحين.

الباحث في العلاقات التركية الروسية الدكتور "باسل الحاج جاسم"، رأى أن روسيا قبلت بالاتفاق لأنه في حال تنفيذه يحقق لها حماية قاعدتها العسكرية في "حميميم"، من خلال إبعاد كل الأسلحة الثقيلة من المنطقة العازلة.

وقال الحاج جاسم، في حديث لموقع "سوريا 24"، إن الاتفاق يؤمن فتح الطرق الدولية وما يحمله ذلك من رسائل سياسية واقتصادية..

بالإضافة إلى أن موسكو اليوم لا تريد أن تخسر ما حققته داخل الأراضي السورية أخيرًا وبتنسيق مع أنقرة، وفي هذا الشق تحديدًا يعتبر ذلك نقطة إضافية في صالحها بإبعاد تركيا في الملف السوري عن واشنطن أكثر فأكثر.

وأضاف أن إعطاء تركيا المزيد من الأوراق داخل الساحة السورية لا يزعج موسكو باعتبار أن كل من روسيا وتركيا يؤكدان على وحدة أراضي سورية، على العكس من الولايات المتحدة التي عبر أداتها الامتداد السوري لحزب العمال الكردستاني (المصنف ارهابي في الناتو) تسعى لتمزيق سورية.

وعن ما إذا كان أن اتفاق ادلب أنهى الخِيار العسكري بالنسبة لروسيا، اعتبر الخبير أن الوقت مازال مبكرًا للحديث أن اتفاق سوتشي حول إدلب أنهى الخيار العسكري، فالشيطان دومًا يكمن في التفاصيل..

إلا أن الاتفاق خطوة ستليها بالتأكيد خطوات أخرى ومزيد من الوقت، قد يتخلل كل ذلك متغيرات هي التي ستبعد خيار العمل العسكري. كما يقول الحاج جاسم.

من جهته اعتبر المحلل العسكري والاستراتيجي العقيد "أحمد حمادة"، أن روسيا أوقعها الإيرانيون والأمريكيون في المستنقع السوري، وهي خسرت كثيرًا من هيبتها وخسرت عسكريًا وماديًا ومعنويًا..

وروسيا – وفق حمادة – لا تستطيع منع الإيراني والأسدي من استخدام الكيماوي في إدلب، لذلك رأت بالاصطفاف الدولي والموقف التركي القوي ما قد يغير الحسابات، لذلك لجأت إلى تركيا لإنقاذها من المأزق باتفاق وسط.

أمّا "عاطف زريق"، رئيس الهيئة السياسية بإدلب، فأعرب عن اعتقاده بأن الخيار العسكري قد انتهى عند الجميع، وأن العمل الأن على الخِيار السياسي خاصةً بعد عودة الحراك السلمي في الشمال السوري، ليرى العالم أن إدلب والشمال ليس إرهاب كما يدعي الأغلب وهي حجة واهية.

ولفت زريق الانتباه إلى أن الاتفاق مرحلي كون الأتراك التزموا بتطبيق الاتفاق والمناطق مسحوبة السلاح من طرف المعارضة، مؤكدًا أنه يجب مساعدة الأتراك بالتنفيذ كي لا يلغي الاتفاق، وذلك من خلال إقناع الفصائل على سحب الأسلحة من مناطق منزوعة السلاح، والتماشي مع الإرادة التركية.

وعن رأيه بالأسباب التي دفعت روسيا لقَبول الاتفاق أوضح زريق، أن العالم وبالأخص الاتحاد الاوروبي وقف مع الدبلوماسية التركية خوفًا من موجة النزوح المتوقعة، بالإضافة لوجود عدد كبير من المقاتلين من المعارضة بإدلب..

كما أن خسارة الروس والنظام ستكون كبيرة جدًا ولو أنها بالنهاية انتصرت، يضاف إلى ذلك الخوف من عدم تحقق مصالحها عن طريق الأتراك من إيصال النفط والغاز. وفق رأي زريق.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!