ترك برس

وسط جهودٍ مكثقة للاستقادة من العلاقات الثنائية بين أنقرة ولندن، أعرب عُمدة بلدية لندن، اللورد تشارلز بومان عن استعداده لمواصلة تحسين العلاقات القوية مع تركيا، مع سعي لندن للمزيد من الشراكات مع الشركات التركية، وقال بومان إن لندن تريد أن تكون شريكةً في نمو قطاع الأعمال التركي.

وفي لقاءٍ مع وكالة الأناضول، قال بومان إن ذلك كان الهدف الرئيسي من زيارته لتركيا، التي بدأت أمس الأربعاء الذي وافق السادس والعشرين من شهر أيلول/ سبتمبر الجاري، وقال إن المملكة المتحدة وتركيا تربطهما علاقات تجارية قوية وحققت مستوى تجارة يبلغ 20 مليار دولار في عام 2017.

بلغ حجمُ التجارة الثانية بين تركيا والمملكة المتحدة 16.1 مليار دولار في عام 2017. في حين بلغت صادراتُ تركيا إلى المملكة المتحدة 9.6 مليار دولار، وكانت وارداتها من البلاد 6.5 مليار دولار. بين شهري كانون الثاني / يناير وآب / أغسطس من هذا العام، زادت صادرات تركيا إلى المملكة المتحدة بنسبة 17.1 في المئة إلى 7 مليارات دولار. تعد المملكة المتحدة ثاني أكبر وجهة تصدير لتركيا بعد ألمانيا.

واعتبارًا من شهر كانون الأول/ ديسمبر 2017، عملت في تركيا قرابة 3076 شركة بريطانية، بما في ذلك "بريتيش بيتروليوم" (BP) و"فودافون" و"تيسكو" و"HSBC".

خلال العامين الماضيين، ركزت المملكة المتحدة على تحسين العلاقات مع تركيا، وفي العام الماضي ضاعفت برنامجها لتمويل الصادرات إلى تركيا إلى 4.6 مليار دولار.

وقال العمدة بومان أنه متحمسٌ لزيارة تركيا ولديه خمسة أهداف خلال الزيارة، وهي تشمل توفير الطمأنينة حيال عملية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فإن الخدمات المالية والمهنية ستسير على أكمل وجه، وتعزيز العلاقات القوية بين تركيا والمملكة المتحدة التي بُنيت على مدى عددٍ من السنوات.

وقال بومان إن الأهداف الأخرى هي تطوير وتسخير واستغلال الفرص الثنائية في التجارة والاستثمار والأعمال والابتكار في الخدمات المالية والمهنية والتعامل مع المجتمعات والشركات التركية فيما يتعلق ببرنامج أعمال الثقة "Business of Trust "وهو برنامجٌ يديره "السيد العمدة للندن".

وفي تأكيده على أنه كعُمدة فإنه يتحدث باسم المملكة المتحدة نيابةً عن الخدمات المالية والمهنية في المملكة المتحدة، قال بومان: "إن هذه الخدمات توظف 2.3 مليون شخص في جميع أنحاء البلاد".

وأضاف: "القطاع موطنٌ بخمسة وتسعين بنكًا في لندن نفسها أكثر من أي مركز مالي دولي آخر، إنها لندن جوهرة وطنية وأوروبية ودولية".

وبهذه الصفة قال بومان إنه زار 30 دولة وإنه متحمسٌ للغاية لزيارة تركيا هذا الأسبوع.

وقد شهدت تركيا والمملكة المتحدة زيادةً في الزيارات على المستوى الوزاري خلال الأسابيع القليلة الماضية. بعد وزير الخزانة والمالية بيرات البيرق، الذي قام بزيارة رسمية إلى المملكة المتحدة. وكانت وزيرة التجارة روسهار بيكجان في لندن في وقتٍ سابقٍ من هذا الشهر في زيارة رسمية لتعزيز العلاقات التجارية بين البلدين.

وخلال زيارتها إلى لندن، حضرت بيكجان اجتماع اللجنة الاقتصادية والتجارية المشتركة بين المملكة المتحدة وتركيا في معرض "جيتكو" (JETCO)، ووقعت على مذكرة التفاهم السادسة المشتركة مع وزير التجارة الدولية البريطاني ليام فوكس.

يرغب المصدّرون الأتراك بالمطالبة بحصة أكبر من سوق المملكة المتحدة في أعقاب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، حسبما قالت وزيرة التجارة بيكجان في تقييمٍ لرحلتها. وأضافت: "لقد أكّدنا بشكلٍ قاطعٍ الاتفاق المتبادل حول الدخول في اتفاقية التجارة الحرة الشاملة مع بريطانيا بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي. وفي معرض جيتكو ستقوم مجموعة العمل التركية البريطانية بتسريع جهودها".

وفي حزيران/ يونيو 2016، صوّت الشعبُ البريطاني لصالح مغادرة الاتحاد الأوروبي، منهيًا 44 عامًا من عضوية البلاد في الاتحاد. وبدأت المحادثات مع الاتحاد الأوروبي بشأن شروط الانسحاب في حزيران/ يونيو 2017.

وفي إشارة إلى وجود هدف تبادل تجاري بقيمة 20 مليار يورو بين تركيا والمملكة المتحدة، قالت بيكجان إن بلادها ترغب في نقل العلاقات الاقتصادية والتجارية إلى مستوى أعلى.

وخلال فترة وجودها في لندن، افتتحت بيكجان المركز التجاري التركي في لندن والذي من المتواقع أن يستضيف 36 شركة عاملة في قطاعات المعلوماتية والتصميم والبناء والهندسة المعمارية.

في غضون ذلك، التقى البيرق بممثلي مؤسسات مالية تدير اصولًا بقيمة 15 تريليون دولار في لندن، وروى قصة نجاح تركيا لمدة 15 عامًا والسياسات المستقبلية التي سيتم تنفيذها في إطار استراتيجيةٍ أقوى. وقال البيرق على حسابه في وسائل التواصل الاجتماعي، إنه "بالإضافة إلى مناقشة تعاوننا الثنائي ناقشنا الخطوات التي يمكن اتخاذها لزيادة حجم تجارتنا بعد بريكسيت (خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي)".

ومن جهته قال بومان إنه أيضًا يزور إسطنبول بصفته رئيسًا لوفدٍ تجاري، مضيفًا أن هدف التجارة الثنائية بين البلدين قد تم تحديدُه بمبلغ 20 مليار دولار، وأضاف: "لدينا علاقة قوية مع تركيا بنيت على مدى عددٍ من السنوات. وليست زيارتنا إلى تركيا بالصدفة، لقد قررنا ذلك في وقتٍ مبكرٍ من السنة. وأنا أتطلع للاستفادة من تطوير وتسخير تلك الفرص لتعزيز ما هي بالفعل علاقة قوية".

وأكد بومان أنه حريصٌ على مناقشة العلاقات التجارية بين المملكة المتحدة وتركيا مع كبار ممثلي الحكومة والأعمال في إسطنبول، مع التركيز بشكلٍ خاص على كيفية شراكة المملكة المتحدة وتركيا لتحفيز النمو المتبادل.

وأضاف: "من بين الاهتمامات الخاصة مجالات البنية التحتية والتمويل الإسلامي والتكنولوجيا المالية وإدارة الأصول"، مشيرًا إلى أنه استضاف اجتماعًا حول هذه المسألة في لندن في شهر أيار/ مايو، وأكّد أن "البنية التحتية قضية مهمة في جميع أنحاء العالم، أعلم أنه يمكننا التعاون في هذا المجال مع تركيا".

وقد عزم بومان خلال إقامته في تركيا على اللقاء بمسؤولين حكوميين ومنظماتٍ إشرافية وتنظيمية ومنظماتٍ تجارية.

وفي معرض حديثه عن اسطنبول كونها واحدة من أهم المراكز المالية في العالم، قال بومان: "هناك قطاع متنامي للتكنولوجيا المالية في تركيا، وبصفتنا لندن، يمكننا تقديم الدعم والتعاون في هذه القضية".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!