ترك برس

شهدت مدينة إسطنبول التركية منتصف أيلول/ سبتمبر 2018 اجتماعًا بين وفود من تركيا وروسيا وألمانيا وفرنسا، من أجل التحضير لقمة تجمع زعماء الرباعي، لبحث الأزمة السورية.

وقالت وسائل إعلام تركية إن الاجتماع استمر نحو 3 ساعات، وتناول الملف السوري، وخصوصًا التطورات بشأن منطقة خفض التصعيد بمحافظة إدلب (شمال غرب)، إضافة إلى مكافحة الإرهاب، وملفات إقليمية أخرى.

الوفد التركي ترأسه إبراهيم قالن، المتحدث باسم الرئيس رجب طيب أردوغان، فيما ترأس الوفد الألماني "يان هيكر"، مستشار الأمن القومي للمستشارة أنجيلا ميركل، والفرنسي "فيليبي اتينه"، كبير المستشارين الدبلوماسيين للرئيس إيمانويل ماكرون، فيما ترأس فيه الوفد الروسي "يوري أوساكوف"، كبير مستشاري الرئيس فلاديمير بوتين.

وضمت الوفود فرقا فنية من أجل الترتيب للقمة الرباعية، التي دعا أردوغان، في يوليو/تموز الماضي، إلى عقدها في سبتمبر/أيلول 2018. ولم يرشح عن الاجتماع تحديد تاريخ لعَقد القمة.

في تقييمه لأبعاد القمة الرباعية، قال الباحث في الشؤون الروسية - التركية، د.باسل الحاج جاسم، إنه منذ فترة وأنقرة تسعى للبدء بمرحلة رُباعية جديدة، بالتعاون مع موسكو وباريس وبرلين في ما يتعلّق بالملف السوري، ومما لا شك فيه، دخول ألمانيا وفرنسا في هذه المعادلة قد يؤدي لتغيير المسار الرسمي للمرحلة الجديدة.

وفي حديث خاص لـ"ترك برس"، رأى الحاج جاسم أنه من الواضح أن تعاون القوات التركية مع القوات الروسية ضمن إطار تنفيذ دوريات تفتيش في إدلب في إطار اتفاق سوتشي، سيكون بدايةَ لمرحلة جديدة في الحرب السورية، وستتمكّن تركيا من المبادرة بشكل أكثر فعالية من السابق خلال البدء بالمراحل المقبلة..

وهذا يتزامن اليوم مع سعي أنقرة لإدخال أطراف أخرى ذات ثقل اقتصادي كبير كألمانيا، وسياسي كفرنسا الدولة العضو الدائم في مجلس الأمن، ولا يخفى أن الدولتين تدعمان اتفاق ادلب الأخير والدور التركي فيه.

وأشار إلى أن هذه الدول تتصدر اليوم مبادرات الاتحاد الأوروبي الدولية، ولاسيما المخاوف فيما يخص تكرار موجات اللاجئين، أو عودة انتشار المتطرفين الذين تجمعوا من كل أصقاع الأرض اخيرا في الأراضي السورية،و ما يهدد دول الأتحاد الأوروبي في حال عودتهم إلى بلدانهم.

ومعروف أن الآلاف منهم يحملون جنسيات أوروبية، كما أنه سبق وأبدى الرئيس الفرنسي ماكرون رغبته بالمشاركة في قمة رؤساء الدول الضامنة لمحادثات استانة والتي استضافتها العاصمة التركية قبل أشهر، إلا أن الرفض الايراني حال دون ذلك. حسب الحاج جاسم.

وأشار الباحث في الشؤون التركية والروسية، إلى أن دخول برلين وباريس بشكل رسمي في المراحل القادمة من الحرب السورية وبمسار رباعي جديد على غرار مسار استانة الثلاثي، يخدم جميع أطراف هذا المسار، مع اختلاف أهدافهم و أسباب تجمعهم ،ويظهر عزم أوروبا  تبني خطوة فعالة في الأزمة السورية.

وأكد الحاج جاسم، أن مسار إسطنبول الرباعي حول سورية سيكون ذا فاعلية كما كان حال مسار أستانة مع الأخذ بعين الاعتبار بدء مرحلة جديدة في سورية سياسية في شق كبير منها، باعتبار أن لكل من روسيا وتركيا اليوم أوراق كثيرة في سورية..

فروسيا اليوم هي العامل العسكري الأقوى على الساحة السورية، ولكن من الصعب الوصول إلى مرحلة سياسية متقدمة للحل هناك، من دون وجود العامل التركي ضمن المعادلة التي وصلت إليها الأوضاع السورية أخيراً، كما يجمعهم وحدة أراضي الجمهورية العربية السورية..

على عكس واشنطن التي عبر أداتها الامتداد السوري لحزب العمال الكردستاني تعمل على خلق واقع جديد جغرافي و ديمغرافي يجعل مصير الملايين من عرب شرق الفرات ومنبج سكان المنطقة التاريخيين في مهب الريح،و يرسم خطوط تمزيق سورية.

واختتم د.باسل الحاج جاسم المختص في العلاقات الروسية - التركية حديثه قائلًا إنه "في حال انطلاق مسار إسطنبول الرباعي، سنكون أمام المسار الثاني السوري بعد أستانة بغياب دور واضح لواشنطن، التي سبق واكتفت بدور المراقب (المتفرج) في محادثات أستانة، ماعدا اتفاق خفض التصعيد لدرعا وجنوب سورية، فقد كانت فيه كطرف ضامن".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!