هاشمت بابا أوغلو – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

العام 1949..

أول أمين عام لحلف الناتو اللورد هاستيغز ليونيل إيسماي يعلن عن غاية الحلف فيقول:

" جعل الأمريكان في الداخل، وإبقاء على الروس في الخارج، وترك الألمان في الأسفل!". 

ستقولون إنه من الطبيعي الإدلاء بهذا التصريح  بينما كانت الحرب قد وضعت أوزارها حديثًا، وظل النازيين الثقيل ما يزال يخيم على أوروبا،..

لكن هناك الكثير من المختصين في شؤون الناتو يقولون إن هذا الوضع على حاله حتى اليوم، لا شيء تغير بالنسبة للألمان.

في هذه الحالة، تكون تساؤلاتنا التالية مشروعة: 

هذه الدولة التي نسميها ألمانيا، ما مدى استقلالها؟ 

من يرسم حدود مستقبل هذا البلد، وأين؟

هل ألمانيا بلد مستقل في سياسته الخارجية وتحالفاته واستراتيجية جيشه؟

***

هناك مقاربة شائعة أصبحت قالبًا لدينا.. 

إن لم تكن الأمور على ما يرام مع الولايات المتحدة، نلجأ إلى روسيا، وحتى الصين..

إذا كنا سنبقي على شعرة معاوية مع الغرب ونحل مشاكلنا، فألمانيا موجودة إن لم ينفع الأمر مع الولايات المتحدة..

إن لم يكن ألمانيا فهناك فرنسا وبريطانيا!

قطر جيدة، لكن لسبب ما لا تكتمل الأمور، إذن، هل يجب العثور على "صديق" آخر؟

وهكذا دواليك..

هذه المقاربة موجودة في الإعلام والمجتمع، ولهذا تجد لها صدى لدى الساسة أيضًا، وهذا أمر مقلق.

قبل القيام بأي مناورة يتوجب الاستقصاء عن خلفية المشهد الماثل للعيان.

لا بد لنا أن نرى وجود تيارين في الولايات المتحدة، أحدهما يناصر الاهتمام بالداخل والثاني يسعى للهيمنة على العالم، والتياران في تصادم مع بعضهما. 

إلى أي حد تخضع ألمانيا للألمان، وإلى أي حد تقع تحت تأثير البنتاغون/ السي آي إيه؟ الإجابة عن هذا السؤال هامة جدًّا. 

أو..

فرنسا الحالية، هل هي فرنسا التي نعرفها؟ أم أنها أصبحت مسرحًا لمناورات "الساعين للهيمنة على العالم" عن طريق مشروع ماكرون؟
***

لماذا أكتب عما سبق؟

عندما تدير الولايات المتحدة ظهرها لنا، نعتقد فورًا أن بإمكاننا إقامة علاقاتنا مع الغرب عبر ألمانيا، في حين أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قال بين السطور، عقب زيارته ألمانيا إن هناك توجهًا يضع المستشارة أنجيلا ميركل أيضًا في عزلة.

لندع الدولة الألمانية وشأنها..

هناك من يتحكم "عن بعد" بالشارع والإعلام الألماني.

عملاء سي آي إيه المتخفون بصورة صحفيين والساسة اليمينيون المتطرفون يصطدمون مع عملاء الساعين للهيمنة على العالم في الشارع والإعلام.

وللأسف، الطرفان ليس لديهما ود مفقود تجاه تركيا.

دخلنا مرحلة أصبح فيها من الخطأ إعمال التفكير أو الإقدام على عمل ما دون وضع هذه الحقيقة في الاعتبار.

عن الكاتب

هاشمت بابا أوغلو

كاتب في صحيفة صباح


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس