ترك برس

طرحت قضية اختفاء الصحفي السعودي، جمال خاشقجي، داخل القنصلية السعودية في إسطنبول، والتقارير التي تحدثت عن تورط سعودي في اغتياله، تساؤلات حول مستقبل العلاقات بين تركيا والسعودية، وهل تؤدي هذه الحادثة إلى قطيعة دبلوماسية بينهما.

يرى بعض  المحللين أن البلدين ما يزالان حتى الآن حريصين على تجنب التصعيد، ما دام لم يكشف بعد عن كل خبايا هذه المسألة.

ووصفت الدكتورة، جنى جبور، من مركز الدراسات الدولية في كلية العلوم السياسية في باريس، قضية اختفاء خاشقجي بالخطيرة للغاية التي يمكن أن تؤدي إلى قطيعة بين تركيا والسعودية، مضيفة في حديث لوكالة الصحافة الفرنسية، "أن تركيا والسعودية قوتان إقليميتان تتنافسان على كل شيء: على الزعامة الإقليمية، والزعامة الدينية للسنة، وعلى العلاقات مع الغرب وخاصة مع واشنطن".

ولكن الباحثة المتخصصة في الشأن التركي لفتت إلى أن الرئيس أردوغان لا يريد الدخول في مواجهة مباشرة مع الرياض قبل التأكد من موقف ودعم دول أخرى، مثل الولايات المتحدة وقطر.

وقال خليل جهشان المدير التنفيذي للمركز العربي في واشنطن: "إن الطريقة الوحيدة لتفسير التردد لدى كل من الجانبين وعدم الإفصاح سريعا عما يفكر به، هو الرغبة بتجنب تصعيد الوضع بلا طائل".

وأضاف أن "الأمر خطير، هناك انتهاك لسيادة بلد، إلا أن البلدين يحرصان على عدم التفريط بمصالح أمنية وسياسية تجمعهما".

وثمة مسألتان محل خلاف بين أنقرة والرياض، "تتعلق الأولى بالدعم الذي قدمته أنقرة لقطر بعد إعلان مقاطعتها من قبل المملكة العربية السعودية والبحرين ومصر والإمارات، وهي الدول التي قطعت في حزيران/يونيو الماضي علاقاتها مع قطر بعد اتهامها بدعم مجموعات إرهابية والتقرب من إيران. أما المسألة الثانية فتتعلق بالعلاقة الجيدة التي تربط تركيا بجماعة الإخوان المسلمين التي تعدها الرياض مع حلفائها منظمة إرهابية".

ورغم الاختلاف حول هاتين المسألتين لم يحدث صدام أو انتقادات مباشرة بين البلدين.

وقال غالب دالاي الخبير في مؤسسة بروكينغز: "تميز تركيا بين السعودية والإمارات في انتقاداتها، وتفضل أن تكون أقل عنفا في التعبير عن استيائها عندما يتعلق الأمر بالسعودية".

ووفقا لدالاي، تتجنب أنقرة إعطاء الانطباع بأنها تسعى إلى تسييس القضية، وتفضل في الوقت الحاضر انتظار نتائج التحقيقات، وبعدها تصدر المواقف السياسية.

وفي حين يرى الخبير جهشان أنه لن يكون من السهل على كل من البلدين الاستغناء عن الآخر بسبب مصالحهما المتشابكة، فإن دالاي يقول إنه "لا يعتقد بوجود الكثير من الأموال بين تركيا والسعودية".

أما جنى جبور فتشير إلى "قطر التي يتزايد دورها كبديل عن الرياض، مضيفة أن قطر تدعم الخزينة التركية وتستثمر في الاقتصاد التركي وتدعم أنقرة على الصعيد السياسي.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!