سامي كوهين - صحيفة ملليت - ترجمة وتحرير ترك برس

هل تنوي تركيا حقًّا التخلي عن سعيها للحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي؟

قبل أيام أثار التصريح المفاجئ للرئيس التركي رجب طيب أردوغان حول العلاقات مع الاتحاد الأوروبي هذا السؤال.

أشار أردوغان إلى أن تركيا سئمت من عملية المفاوضات الطويلة التي لم تتكلل بنتيجة مع الاتحاد الأوروبي، وأوضح أن على القادة الأوروبيين الإعلان بصراحة عما إذا كانوا يريدون تركيا أم لا، وإلا فإن أنقرة ستتجه إلى استفتاء شعبي ليتخذ الناخب التركي القرار في هذا الشأن.

 ذكر أردوغان في مناسبات مختلفة سابقًا أن صبر تركيا على وشك النفاد، ودعا القادة الأوروبيين إلى اتخاذ موقف واضح. لكن أهمية موقف أردوغان الأخير تكمن في التصريح بأن تركيا قد تطرح القضية على استفتاء شعبي. هذا يعني أنها مستعدة لاتخاذ هذا القرار بمبادرة ذاتية.

التوجه الشعبي

هل وصلت الأمو فعلًا إلى هذا الحد؟

حاليًّا ليس هناك قرار من هذا القبيل، ولهذا قد يكون تلويح أردوغان بالاستفتاء من قبيل توجيه إنذار أو ممارسة ضغط على الاتحاد الأوروبي.

وبعبارة أخرى، في حال لم ترَ تركيا موقفًا إيجابيًّا من جانب الاتحاد الأوروبي خلال عملية المفاوضات، فإنها لن تنتظر أكثر، وستقدم على خطوة أخيرة تحدد مصير هذه المغامرة المستمرة منذ نصف قرن.

في الواقع، تظهر استطلاعات الرأي في الآونة الأخيرة أن الشارع التركي لا يميل إلى التخلي عن عضوية الاتحاد الأوروبي على الرغم من كل شيء.

كشف آخر استطلاع سنوي أجرته جامعة "قادر خاص" أن نسبة من صوتوا لصالح العضوية بلغ 57 في المئة، مقابل 42 في المئة ضدها.

لكن هذه النسب قابلة للتغير في الاستفتاء، وعلى الأخص إذا ألقت الحكومة، وعلى رأسها أردوغان، بثقلها.. عندها من الممكن أن تكون نتيجة الاستفتاء "لا".

حساب المكاسب والخسائر

لندع السأم والتعب من المغامرة مع الاتحاد الأوروبي جانبًا، ينبغي تقدير حساب للمكاسب والخسائر لإنهاء عملية المفاوضات، من خلال مقاربة عقلانية.

قبل كل شيء، من ناحية التوقيت، قد ينجم عن إثارة مسألة الاستفتاء حاليًّا نتائج سياسية واقتصادية معاكسة. ما زالت أنقرة تسير في حملة الانفتاح على أوروبا، وعملية المفاوضات عنصر بديل ومحور توازن هام في السياسة الخارجية.

كما أن المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي توفر الكثير من المزايا والفرص لتركيا على صعيد التجارة الخارجية والاستثمار والاقتصاد، فضلًا عن أنها تلعب دورًا في إجراء الاصلاحات السياسية والهيكلية ورفع المعايير الديمقراطية.

قد تصل تركيا أو لا تصل إلى هدفها في الحصول على عضوبة الاتحاد الأوروبي، لكن المهم أن تبقي على هذه العملية حية، من أجل تطورها السياسي والاقتصادي والاجتماعي.

عن الكاتب

سامي كوهين

كاتب في صحيفة ملييت


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس