عبد القادر سلفي – صحيفة حريت – ترجمة وتحرير ترك برس

تقدم جمال خاشقجي بطلب أولًا إلى السفارة السعودية في واشنطن من أجل الحصول على وثيقة طلاق، فوجهته إلى إسطنبول. بحسب ما ذكره طوران قشلاقجي رئيس جمعية بيت الإعلاميين العرب، فإن خاشقجي تواصل مع السفارة السعودية بلندن، حيث كان عمل مستشارا لفترة، ووجهته هي الأخرى إلى إسطنبول.

اختيار تركيا كان من أجل توجيه رسالة إلى المعارضين بإمكانية التخلص منهم حتى في تركيا التي يعتبرونها ملاذًا آمنًا. لو أن الهدف كان القضاء على خاشقجي فقط، لكان ذلك ممكنًا بطرق أخرى.

لكن اختيرت تركيا على وجه الخصوص، وكانت الغاية توجيه رسالة بأنها غير آمنة، وأن بالإمكان المجيء إليها والتخلص من الشخص المطلوب.

راجع خاشقجي القنصلية السعودية بإسطنبول يوم الجمعة 28 سبتمبر. قال موظفو القنصلية إن الوثيقة المطلوبة لم تكن جاهزة بسبب تأخر الوقت، وطلبوا منه العودة في الأسبوع التالي.

توجه خاشقجي إلى لندن يوم السبت لحضور مؤتمر فيها. يومي الأحد والاثنين اتصلت به القنصلية وسألته متى سيعود. ساور القلق خاشقجي، وقال إن القنصلية تتصل به بينما من المفروض أن يتصل هو بها، مشيرًا أن هذا يحدث للمرة الأولى.

يوم الثلاثاء 2 أكتوبر، ترك خاشقجي حاسوبه وهواتفه الثلاثة مع خطيبته خديجة جنكيز أمام القنصلية، وقال لها أن تتصل بياسين أقطاي وطوران قشلاقجي إذا تأخر. دخل القنصلية ولم يخرج.

دخل خاشقجي المبنى الساعة 13:14، وقبله بـ 49 دقيقة أي الساعة 12:25 دخلت من الباب نفسه مجموعة مكونة من 15 سعوديًّا بينهم رئيس الطب العدلي صلاح محمد، جاءت من المملكة على متن طائرتين خاصتين.

خرجت المجموعة بعد ساعة و54 دقيقة، أي في الساعة 15:08. لكن خاشقجي لم يخرج. تقول الأخبار المتداولة إن المجموعة مكونة من عناصر وحدات مختصة بالتحقيق والتصفية الجسدية وإتلاف الأدلة، في أجهزة الأمن السعودية.

القنصل السعودي محمد الكاتب دعا وكالة رويترز إلى المبنى، وخلال الجولة فتح القنصل أبواب خزانات فارغة، واتضح من تحليل حركاته حالة القلق التي تنتاب من ارتكب ذنب ما.

هل هناك تسجيلات؟

في الأثناء، تعمل السلطات التركية على تشكيل فريق خاص لتفتيش مبنى القنصلية حيث اختفى خاشقجي. ولن يكتفي الفريق بإلقاء نظرة على أبواب الخزانات الفارغة كما فعلت رويترز. تولي الشرطة أهمية لعملية التفتيش، وقد يتطلب الأمر استجواب موظفي القنصلية في المراحل المتقدمة من التحقيق.

وهناك نواح مثيرة للريبة منها صرف الموظفين الأتراك يوم اختفاء خاشقجي 2 أكتوبر، ومطالبة الموظفين السعوديين بعدم مغادرة غرفهم بعد الظهر، وإلغاء جميع مواعيد القنصل وعدم خروجه من مقر إقامته 3 أيام.

لكن الأمور قد تتغير تمامًا في حال توصل فريق التفتيش إلى الأدلة التي لم يستطع القادمون من السعودية إتلافها في القنصلية.

ومن المهم أيضًا معرفة توقيت توقيف كاميرات المراقبة عن العمل يوم الحادث. لأن الشركة التي ثبتت الكاميرات لم تتلق بلاغًا عن حدوث عطل. في هذه الحالة، تثور الشكوك حول إيقاف مقصود للكاميرات عن العمل في ذلك اليوم دون أن يكون هناك عطل.

الكاتب في صحيفة يني شفق كمال أوزتورك تساءل: "ماذا لو كان هناك تسجيلات من الداخل بيد تركيا". استنتجت أن هذا السؤال ليس عن فراغ. تسجيل صوتي وليس مرئيًّا من الداخل قد يغير من وجهة التحقيقات.

عن الكاتب

عبد القادر سلفي

كاتب في صحيفة حرييت


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس