ترك برس

تعمل تايوان "النمر الآسيوي" باقتصادها المرتفع النمو، وهي إحدى النجوم الصاعدة في اقتصادات الشرق الأقصى، على تطوير تعاونها التجاري مع تركيا.

وعلى الرغم من العلاقات الدبلوماسية المحدودة بين تركيا وتايوان، فإن العلاقات التجارية حافظت بشكل عام على مسار منتظم. وقد تجاوز حجم التجارة بين البلدين مليار دولار لأول مرة في عام 2004، وبلغ 2.2 مليار دولار في العام الماضي (2017).

ومنذ أن بلغت 118.9 مليون دولار في عام 2013، ارتفعت صادرات تركيا إلى تايوان بنسبة 72 في المئة كما في العام السابق، لتصل إلى 204.5 مليون دولار. كما ارتفعت صادرات السيارات التركية بعشرة أضعاف مقارنة بالعام السابق، حيث بلغت 58.5 مليون دولار.

تشمل الصادرات الرئيسية التركية إلى تايوان خام النحاس، والبورات، والغزول الصناعية، والرخام والأحجار الطبيعية الأخرى، بالإضافة إلى منتجات الحديد المسطح والفولاذ. ومع ذلك، هناك أيضًا تطورات في صادرات بعض مجموعات المنتجات الأخرى، مثل المواد الخشبية والأطباق وسيارات الركوب والأجهزة المحمولة والمعكرونة.

وفي الوقت نفسه، تقدر الواردات التركية من تايوان بنحو 1.6 مليار دولار في عام 2016، وارتفعت إلى 2 مليار دولار في العام الماضي. وشملت سلع الاستيراد في الغالب بضائع وسيطة، مثل الأدوات الآلية لتشغيل المعادن، ومسامير حديدية، وبراغي، وهواتف محمولة، وأجهزة تلفزيون وشاشات.

وتعمل 21 شركة تايوانية في تركيا. ويحافظ كلا البلدين على العلاقات التجارية والاقتصادية البينية في المسار الطبيعي في القطاعين العام والخاص. ومن أجل تطوير العلاقات التجارية والاقتصادية والثقافية بين تركيا وتايوان، يعمل مكتب تايبيه الثقافي في أنقرة إلى جانب المكتب التجاري التركي.

وفقًا لدراسة أجراها مكتب التجارة التركي في تايوان، تبرز إمكانات التصدير التركية إلى تايوان في الكرز والمشمش والعنب والتين والبرتقال والليمون ودوار الشمس وزيت الزيتون والبندق والجوز والمأكولات البحرية والزجاج والسيراميك والهدايا التذكارية والمنسوجات ذات العلامات التجارية، والجلود والملابس والمنتجات الكيماوية وغسالات الصحون وقطع غيار السيارات وملحقاتها، فضلًا عن منتجات الغابات.

وقال ممثل البعثة الاقتصادية والثقافية في تايبيه، ياسر تشينغ، إن هناك رغبة في تايوان بزيادة مشاركة وفاعلية تركيا في السوق التايوانية، إذ إن حجم الاستثمار بين تركيا وتايوان ليس بالمستوى المرغوب فيه، ولا توجد لوائح لمنع الازدواج الضريبي بين البلدين، وأضاف تشينغ أن المستثمرين التايوانيين تحولوا إلى دول أوروبا الشرقية مثل التشيك وبولندا وسلوفاكيا لهذا السبب.

وأشار إلى أن تايوان تعمل على بيع المزيد من المنتجات إلى تركيا. وأضاف: "إننا نريد أيضًا أن تروج تركيا لمنتجاتها فى تايوان. وهناك تعاون مستمر بين تركيا وتايوان فى العديد من المجالات مثل الثقافة والصحة والطب والزراعة والعلوم والتكنولوجيا والمدن الذكية والنقل البحري".

وقال: "يمكننا أيضًا تطوير تعاوننا في العديد من المجالات الأخرى مثل الطاقة الشمسية والطاقة الخضراء وتكنولوجيا المعلومات. كما نريد زيادة منتجات تايوان واستثماراتها المُصدّرة إلى تركيا"، وأشار تشينغ إلى جودة المنتجات الزراعية والموارد الطبيعية التركية وقال إن تايوان يمكن أن تستورد المنتجات الزراعية والرخام من تركيا، في حين يمكن لرجال الأعمال الأتراك أيضًا الاستثمار في هذه المجالات.

وأشار إلى أنه خلال السنوات الخمس الماضية، كان هناك الكثير من التعاون بين البلدين، مشدّدًا على أن بدء الرحلات الجوية المباشرة بين إسطنبول وتايبيه في شهر آذار/ مارس 2015 كان خطوة مهمة في هذا المجال.

وفي حديثه عن الأرقام السياحية بين تركيا وتايوان، قال تشينغ إن ما متوسطه 80 ألف سائح تايواني يأتون إلى إسطنبول سنويًّا، ما يجلب 250 مليون دولار على الأقل، مما يبرز أن تايوان أبدت إرادة جيدة لتحقيق التوازن بين العجز التجاري بين البلدين وبين المزيد من السياح.

كما شدّد تشينغ على اهتمام السائحين التايوانيين بتركيا ودعا السياح الأتراك إلى القدوم لزيارة تايوان.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!