سامي كوهين – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس

الأمر المؤكد بعد مرور أسبوعين على اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي هو أنه قُتل في القنصلية بلاده بإسطنبول. أما ما لم يُعرف بعد فهو من خطط لعملية الاغتيال.

في الواقع، لم يصدر بعد بيان رسمي عن السلطات التركية يستند إلى أدلة ستحل هذا اللغز برمته، ولن يكون ذلك ممكنًا إلا بعد استكمال التحقيقات المستمرة.

لكن الأدلة التي تم الحصول عليها حتى اللحظة تشير إلى أن الأمر يتعلق بعملية اغتيال، وهناك إجماع دولي حول مقتل الصحفي السعودي.

هناك أخبار مسربة عن الجهة التي نفذت الجريمة وطريقة تنفيذها، إضافة إلى الكثير من الشائعات عمن يقف وراء الحادثة. وبناء على ذلك هناك أيضًا العديد من نظريات المؤامرة..

ولا يبدو أن من الصعب كشف الحقائق الرئيسية في نهاية التحقيقات المستمرة بجدية. الأمر المهم في هذه الحادثة هو عدم اعتبارها مجرد جريمة قتل صحفي، وإبداء العالم بأسره اهتمامًا كبيرًا بها، واتخاذ معظم البلدان من الآن مواقف بشأنها.

ضربة للرياض

من الممكن رؤية تبعات الحادثة وعواقبها المحتملة ونحن بعد في هذه المرحلة. أهم تبعة هي تعرض السعودية إلى ضربة عنيفة جدًّا.

ففي الآونة الأخيرة دخلت السعودية إلى الساحة كلاعب إقليمي قوي، وأظهرت نفوذها على الصعيد الدولي من خلال غناها بالنفط وقوتها العسكرية المتزايدة.

بيد أنها فقدت الثقة والاعتبار في نظر العالم بعد حادثة خاشقجي، وتعرضت لضغوط من حلفائها المقربين. وبعد إعلان النتائج الرسمية للتحقيق لا بد أن الرياض ستتعرض لعقوبات بطريقة ما. وهذا ما سيزعزع التوازنات في الشرق الأوسط، لصالح البلدان المنافسة والمعادية كقطر وإيران.

هناك تبعة أخرى لهذا الاغتيال، وهي أن مستقبل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أصبح في خطر. طبعًا ليس هناك أدلة بعد على وقوف الأمير وراء الحادثة، لكن شكوكًا قوية تحوم حوله.

والسبب في ذلك، هو وجود قناعة بعدم إمكانية حدوث شيء في الرياض دون علم ولي العهد. وفي حال الكشف عن دليل يدينه فهذا يعني نهايته.

الذهول يسيطر على الولايات المتحدة

تبعة أخرى لاغتيال خاشقجي، وهي أن العملية زعزعت الولايات المتحدة. كالعادة وجه الرئيس الأمريكي رسائل متناقضة. فمن جهة يتحدث عن معاقبة السعودية إذا ثبت عليها الجرم، ومن جهة أخرى يؤكد على المصالح الاقتصادية لبلاده.

بيد أن الكونغرس والإعلام الأمريكيين يطالبان حتمًا باتخاذ إجراءات ضد السعودية، وحتى وإن كان ذلك على حساب زعزعة العلاقات الثنائية والتوازنات الإقليمية.

فهل يجرؤ ترامب على ذلك؟ هذا "مجهول" آخر في قضية اغتيال خاشقجي..

عن الكاتب

سامي كوهين

كاتب في صحيفة ملييت


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس