مراد كلكيتلي أوغلو – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس

يصر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الحديث عن مسألة امتلاك حزب الشعب الجمهوري أسهمًا في بنك العمل التركي، فيما يقول حزب الحركة القومية إنه سيقدم دعمه في حال طرح مشروع في البرلمان من أجل إحالة الأسهم المذكورة إلى خزانة الدولة. 

الجدل حول الموضوع انحصر في مساحة ضيقة. هناك حقيقة ماثلة وهي أن حزبًا سياسيًّا يقوم بأنشطة تجارية، وهذا مخالف للدستور. 

في طريق العودة من زيارة مولدوفا أجاب أردوغان عن أسئلتنا، ولفت إلى نواح أخرى في هذا الخصوص منها أسهم حزب الشعب الجمهوري في شركة "شيشة جام". 

انطلاقًا من ذلك، أردت إلقاء نظرة على الشركات التي يمتلك حزب الشعب الجمهوري أسهمًا فيها، وحجم هذه الأسهم. ما وجته مثير للاهتمام إلى أبعد الحدود. 

كما هو معروف، يملك حزب الشعب الجمهوري 28.09 في المئة من أسهم بنك العمل التركي.. إذا وضعنا في عين الاعتبار أن القيمة السوقية للبنك تبلغ حوالي 20 مليار فإن حزب الشعب الجمهوري يمتلك ما قيمته 5.6 مليار ليرة من أسهم البنك.

وماذا عن الشركات التابعة لبنك العمل؟ البنك شريك مباشر في 23 شركة حتى ديسمبر/ كانون الأول 2017، ومع إضافة الشركات التي يتحكم بها يرتفع الرقم إلى 95 شركة.

أجريت بحثًا أيضًا عن الشركات المذكورة فوجت أنها تعمل في مجالات متنوعة جدًّا، ومن هذه الشركات "شيشية جام" و"صودا الصناعية"، و"تراقيا جام"، و"أناضول حياة"، و"أناضول جام"، و"أناضول للتأمين"، و"TSKB"، و"إيش للتأجير التمويلي" و"إيش جيو"، و"إيش للاستثمار"، والعديد من الشركات الأخرى..

عند النظر إلى هيكلية الشراكة في الشركات التي عددتها وقيمتها السوقية لا يمكن للمرء إلا أن يقف فاغر الفاه..

على سبيل المثال، تبلغ أسهم حزب الشعب الجمهوري في شركة "شيشة جام" 18.4 في المئة! تبلغ القيمة السوقية لهذه  الشركة 13 مليار ليرة، أي أن القيمة السوقية لأسهم الحزب فيها هي 2.5 مليار ليرة.

هل تعلمون ما هي القيمة الإجمالية لأسهم حزب الشعب الجمهوري في الشركات التي ذكرت اسمها أعلاه؟

إنها 11 مليارًا و301 مليون و131 ألفًا و885 ليرة تركية (بما في ذلك أسهم الحزب في بنك العمل).

تصوروا أن هذا الرقم يخص 11 شركة فقط.. نتحدث هنا عن 95 شركة، 23 منها بنك العمل شريك مباشر فيها! فتخيلوا أنتم الرقم الإجمالي!

ما أريد قوله هو أن حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة في تركيا، يمتلك مجموعة ضخمة من الشركات، ولا يغير هذه الحقيقة تصريح مسؤولي الحزب بأنهم موجودون في إدارات الشركات "بشكل رمزي".

عن الكاتب

مراد كلكيتلي أوغلو

كاتب في صحيفة أكشام


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس