غونري جيوا أوغلو – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس

قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول جريمة في غاية الفظاعة.. لكنها تنطوي في ثناياها على "كوميديا سوداء"، مضحكة مبكية..

قناة "سي إن إن" نشرت مشاهد مثيرة للاهتمام.

بعد خنق خاشقجي في القنصلية، وربما بعد تقطيع جثته، ارتدى أحد عناصر طاقم الاغتيال القادم من السعودية ثيابه، وخرج من القنصلية كأنه جمال خاشقجي، بهدف اختلاق دليل على أنه "حي".

العنصر اسمه مصطفى المدني.. توجه إلى منطقة السلطان أحمد، وهناك دخل دورة مياه عمومية. التقطت الكاميرات صورته وهو يدخل.

خلع المدني ملابس جمال خاشقجي وتركها في دورة المياه. ثم خرج وعليه قميصًا أزرق كان يرتديه عندما دخل إلى تركيا.

هذه جريمة منظمة..

كما أن طاقم الاغتيال وطاقم التنظيف وعلى رأسه خبير الطب العدلي المكلف بإتلاف الأدلة ارتكب "جريمة كاملة"..

ولكن..

إذا لم يكن توجه شبيه خاشقجي إلى دورة المياه العمومية في السلطان أحمد من أجل تبديل ملابسه "كوميديا سوداء" فما هو بالله عليكم؟

ألم يكن بإمكانه أن يخلع تلك الملابس في سيارة، ثم يلقي بها في إحدى حاويات القمامة؟

في المشهد الذي نشرته "سي إن إن" يبدو شبيه خاشقجي والشخص المرافق له وهما يتبادلان الابتسامات بعد خروجهما من القنصلية.

أي أنهما لا يشعران بالشك أو القلق أو الحزن.

في الواقع، لا يدركون مدى وضاعة الأعمال التي ينفذونها.

لا بد أنهم معتادون على ارتكاب هذا النوع من الجرائم.

"كوميديا سوداء" أخرى في هذه القضية..

على الرغم من أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان هو "المشتبه الأول" لأن جميع المشاركين في ارتكاب الجريمة البشعة من رجاله، إلا أنه اتصل بأسرة خاشقجي وعزاها في مصابها، معربًا عن حزنه.

في الواقع ما زلنا نتحدث عن قرائن، كما أنه لم يُعلن عن دليل قاطع حول إصدار ولي العهد "أمر القتل"، لكن إذا وضعنا في عين الاعتبار أن كل الشبهات تحوم حوله..

يمكن القول عندها إن الأمر يتعلق بـ "دموع التماسيح".

هناك معلومة لم تُنفَ صحتها تفيد بأن طاقم الاغتيال قتل خاشقجي خنقًا في مكتب القنصل، وبعد ذلك قام رئيس "طاقم التنظيف" بتقطيع جثة الصحفي على أنغام الموسيقى.

توجه القنصل، الذي كان شاهدًا على ارتكاب جريمة في مكتبه، إلى السعودية. ومن بعده غادر مساعده أيضًا..

هل هناك من يمكن أن يتحدث عن الحادثة أو يكشف عن الحقيقة أفضل منهما؟

تعترف الرياض في بيانها الرسمي أن خاشقجي خُنق في مكتب القنصل، لكنها لا تميط اللثام عن ما حدث للجثة، وأين مكانها.

تكتفي بالقول إنها سُلمت إلى "متعاون محلي".

من هو هذا المتعاون المحلي؟

من يعرفه هو القنصل السعودي ومساعده، وكلاهما طار إلى المملكة..

عن الكاتب

غونري جيوا أوغلو

كاتب في صحيفة ملييت


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس