ترك برس

تباينت آراء الخبراء والمحللين الروس حول أبعاد جريمة مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، داخل قنصلية المملكة العربية السعودية في مدينة إسطنبول التركية، ومواقف الدول المعنية بالحادثة.

الكاتب أندريه ريزتشيكوف، كتب مقالًا في صحيفة "فزغلياد" الروسية، بعنوان "قتل الصحفي السعودي عرّى جشع واشنطن"، حول مداورة الولايات المتحدة على الحقائق الواضحة للعيان في مقتل خاشقجي، أمام إغراء المال.

وقال الكاتب إن بيان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التوفيقي حول الظروف التي أدت إلى مقتل خاشقجي، عّبر عن المعايير المزدوجة التي تسم الولايات المتحدة ودولا غربية أخرى، حسب وكالة (RT).

ويتفق الخبراء على أن ردة فعل ترامب على البيان الرسمي للمملكة عبّر عن ازدواجية المعايير والرغبة في عدم فقدان سوق المنتجات العسكرية.

وشدد الخبير في الشؤون الأمريكية، بوريس ميجوييف، على أن الرئيس الأمريكي يحترم رأي السعودية وإسرائيل و"بعض الممالك العربية".

وقال إن مهمة السياسة الخارجية الرئيسية لترامب هي ردع إيران، وهو أمر مستحيل من دون مساعدة السعوديين. فـ"بغض النظر عما حدث، وكائنا من يكون من تم تقطيع جسده، سيحاول (ترامب) إنجاز هذه المهمة..".

بدوره، يشير المحلل السياسي دميتري دروبنتسكي، أيضا، إلى المعايير الأمريكية المزدوجة. فوفقًا له، أصبحت قصة قتل الصحفي عنصرا في حرب مختلطة بين الزعامات الأربع في المنطقة: السعودية وتركيا وإيران وإسرائيل. فلطالما اعُتبرت المملكة العربية السعودية حليفا خاصا للولايات المتحدة، ويحق لها فعل الكثير.

وهو مقتنع بأن هذه القصة بالنسبة للأسرة الحاكمة السعودية لن تمر ببساطة. ويتوقع الخبير أن رغبة البيت الأبيض في تمييع الموقف ستواجه بمقاومة من تركيا، التي تجدها خطوة جيدة في المواجهة مع الرياض.

وفي أمريكا نفسها، هناك عدد غير قليل من السياسيين الذين "يشعرون بالاستياء الشديد من آل سعود الحاكمين وانفلاتهم وإفلاتهم من العقاب".

"لقد تم اختيار الوقت بنجاح، وقد تصرف الأتراك بكفاءة كبيرة - في اللحظة التي فيها أمريكا أقل اعتمادا على استيراد النفط، ومشاركة المملكة العربية السعودية في القصف  في اليمن أصبحت أكثر وضوحا.

عند هذه النقطة، سيكون من الصعب جداً على السعوديين التملص، وما سيفعلونه هو ضخ الأموال إلى واشنطن".

وبعد 18 يوما على وقوع الجريمة، أقرت الرياض، فجر السبت الماضي، بمقتل خاشقجي، داخل قنصليتها بإسطنبول، لكنها قالت إن الأمر حدث جراء "شجار وتشابك بالأيدي"، وأعلنت توقيف 18 شخصا كلهم سعوديون للتحقيق معهم على ذمة القضية، فيما لم توضح المملكة مكان جثمان خاشقجي.

غير أن الرواية الرسمية السعودية تلك قوبلت بتشكيك واسع من دول غربية ومنظمات حقوقية دولية، وتناقضت مع روايات سعودية غير رسمية، منها إعلان مسؤول سعودي، في تصريحات صحفية، أن "فريقا من 15 سعوديا، تم إرسالهم للقاء خاشقجي، في 2 أكتوبر، لتخديره وخطفه قبل أن يقتلوه بالخنق في شجار عندما قاوم".

وعلى خلفية الواقعة، أعفى العاهل السعودي مسؤولين بارزين من مناصبهم، بينهم نائب رئيس الاستخبارات أحمد عسيري، والمستشار بالديوان الملكي، سعود بن عبد الله القحطاني، وقرر تشكيل لجنة برئاسة ولي العهد محمد بن سلمان، لإعادة هيكلة الاستخبارات العامة.

والثلاثاء، أكد أردوغان وجود "أدلة قوية" لدى بلاده على أن جريمة قتل خاشقجي "عملية مدبر لها وليست صدفة"، وأن "إلقاء تهمة قتل خاشقجي على عناصر أمنية لا يقنعنا نحن ولا الرأي العام العالمي".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!