محمد قدو أفندي أوغلو - خاص ترك برس

الممثلية العراقية في أنقرة تشبه إلى حد كبير خلية نحل نشطة فهي تعتبر من أنشط الممثليات العراقية في دول العالم من حيث تلبية متطلبات تواصلها مع الرعايا العراقيين الكثيرين المقيمين في الجمهورية التركية والذين يبلغ عددهم عشرات الألوف وربما أكثر من هذا الرقم وهم دوما بحاجة إلى إصدارات إدارية وربما معاملات أخرى وهذه كلها هي من اختصاص دوائر وقنصليات السفارة العراقية.

ورغم هذا الزخم الهائل من الواجبات التي تنجزها السفارة بالإضافة إلى مهامها الرسمية فإن القائمين على السفارة وفي المقام الأول سعادة السفير العراقي الدكتور حسين الخطيب يساهمون بشكل كبير بإعطاء فرص تشجيعية للمبادرات الأكاديمية لكل المقيمين من الطلبة العراقيين وهذا ما لمسته في لقاءات عدة جمعت السفير العراقي مع هذه الكفاءات وآخرها كانت قبل فترة وجيزة حيث حضرت لقاء بين عدد من طلبة الدراسات مع ممثليهم مع أركان السفارة وبإشراف السفير العراقي.

هذه المرة وبتوجيه من د. حسين محمود الخطيب سفير جمهورية العراق لدى تركيا نظمت السفارة العراقية في أنقرة يوم 18 تشرين الأول/ أكتوبر 2018 حفل توقيع الزميل عدي أسعد خماس السكرتير الثاني ورئيس القسم السياسي في السفارة لكتابه الأكاديمي الثاني والذي جاء تحت عنوان "العلاقات العراقية الأفريقية جنوب أفريقيا أنموذجاً ١٩٩٤-٢٠٠٨"، بحضور كادر السفارة وأعضاء الملحقيات الفنية.

وأكد السفير الخطيب خلال الحفل على أهمية مثل هكذا مبادرات ثقافية وأكاديمية والتي تسهم في تعزيز روح المبادرة، مثمناً جهود الزميل خماس في إنجاز مهام عمله، وما يتم تكليفه به من واجبات.

في نهاية الحفل قدم السيد السفير باقة من الورد إلى الزميل عدي خماس بهذه المناسبة، وبدوره أهدى السيد خماس عدداً من نسخ كتابه الجديد إلى السيد السفير وكادر السفارة تثميناً لهذه المبادرة.

وأعرب الأستاذ عدي أسعد خماس عن شكره للسيد السفير على هذه المبادرة التي تعكس الروح الأبوية وتشجيعه الدائم للموظفين في المناسبات كافة، مشيراً إلى أن اختيار موضوع هذا الكتاب جاء ليسلط الضوء على العلاقات العراقية - الأفريقية التي انطلقت في عام 1961 في أول تمثيل دبلوماسي عراقي في هذه القارة مروراً بما شهدته هذه العلاقة من تطورات وميادين متعددة كأشكال لها، ولغاية عام 2008 مع اختيار جمهورية جنوب أفريقيا بوصفها أنموذجاً لهذه الدراسة للمدة 1994-2008، بعد أن تم إجراء أول انتخابات رسمية فيها بعد سنوات من نظام التمييز العنصري، وقد برزت جنوب أفريقيا ضمن الدول المحورية المهمة في القارة الأفريقية وخاصة بعد استقلالها عام 1994.

يذكر أن الأستاذ عدي خماس كان قد أطلق هذا الكتاب في المملكة الأردنية الهاشمية خلال الشهر الماضي في حفل أقيم في جاليري الأورفلي بحضور عدد من كادر السفارة العراقية في عمان، وأعضاء السلك الدبلوماسي العراقي وعدد من أبناء الجالية العراقية والأردنيين، كما تم توقيع الكتاب أيضاً في الدورة 18 لمعرض عمان الدولي للكتاب.

ومن جهته، أكد الأستاذ عدي خماس وهو السكرتيرالثاني في السفارة العراقية لدى تركيا أن أهمية إصدار مثل هكذا كتب متخصصة تعنى بالعلاقات العراقية مع مختلف دول العالم هي أنها تسهم في رفد المكتبة الدبلوماسية التي تعاني من نقص واضح في هذا المجال أولا، وثانيا أنها تأتي لتعزيز الدراسة الأكاديمية بالعمل الميداني كوني أعمل في الميدان الدبلوماسي.

والجدير بالذكر أن كتابه هذا لم يكن الأول فقد سبقه كتاب "العراق والأردن دراسة في تطورالعلاقات الثنائية 2003 – 2010".

وخرج المؤلف بكتابه الجديد بتوصيات عدة أهمها توسيع حجم التمثيل الدبلوماسي في الدول الأفريقية والمقتصر بأربعة دول ليشمل دولا أفريقية أخرى وزيادة الملاك الدبلوماسي ضمن البعثات العاملة الآن وتعزيز خبراتها في هذا المجال وإقامة ملحقيات متعددة لتمارس دورها في هذا المجال وإعادة تفعيل اللجان العراقية الأفريقية المشتركة وإحياء بعض الاتفاقات التجارية والاقتصادية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!