ترك برس

يلتقي زعماء تركيا وروسيا وفرنسا وألمانيا، يوم السبت، في مدينة إسطنبول التركية لبحث تطورات الأزمة المستمرة في سوريا منذ عام 2011.

والجمعة، قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، "نأمل من هذه القمة، اتخاذ الخطوات وإعلان خارطة الطريق نحو التسوية السياسية في سوريا بشكل واضح، الى جانب تشكيل لجنة صياغة الدستور".

وأكد قالن، خلال كلمة في ولاية "دياربكر" جنوب شرقي تركيا، أنّ من أولويات بلاده في هذه القمة الرباعية، إيجاد حلّ سياسي وليس عسكري في سوريا.

وأوضح أن من بين القضايا التي سيتم بحثها في القمة، صيغ الحلول القابلة للتطبيق في سوريا، والحفاظ على الاتفاق حول إدلب وطرح الانتهاكات العسكرية التي تتم من قبل النظام السوري.

وفي تقرير لها حول القمة، أشارت صحيفة "القدس العربي" إلى أن تركيا تُعوّل على القمة لتحصيل دعم فرنسي – ألماني يخص سياساتها الأمنية والمدنية في الشمال السوري، لأن من شأن ذلك أن يعزز من فرص التزام روسيا باتفاق سوتشي وعدم تجاوز مصالح تركيا والمخاطر الأمنية المترتبة على خرق الاتفاق بالنسبة لها.

بدورها غالباً ما تحاول روسيا من خلال هذه القمة التوصل لتفاهم مبدئي مع الدول المشاركة في ملفات إعادة الإعمار واللاجئين واللجنة الدستورية، حسب مركز "جسور للدراسات" الذي أضاف أن الأولوية بالنسبة لألمانيا وفرنسا تنطلق من الحفاظ على اتفاق التهدئة في محافظة إدلب ومحيطها خصوصاً وأنهما قرنتا المشاركة في القمة الرباعية بتحقيق وقف إطلاق النار الذي من شأنه أن يوقف موجة محتملة من اللاجئين في حال اتجاه الأطراف إلى الحل العسكري.

كما تريد برلين وباريس غالباً التأكيد على الرؤية الغربية للحل في سوريا والتي تجعل من جعل إعادة الإعمار وعودة اللاجئين مقترنة بتحقيق انتقال سياسي حقيقي.

وليس مستبعدا أن تأخذ قمة اسطنبول الرباعية حول سوريا طابع مسار أو عملية سياسية متكاملة، أو حتى تحركا رباعيا في إطار خارطة طريق للمرحلة القادمة في سوريا تقودها العواصم الأربع، ولكل طرف منهم دوره في هذه العملية.

ويرى الخبير في العلاقات الدولية د. باسل الحاج جاسم أن دخول برلين وباريس بشكل رسمي في المراحل المقبلة من الحرب السورية وبمسار رباعي جديد على غرار مسار استانة الثلاثي، يخدم جميع أطراف هذا المسار، مع اختلاف أهدافهم وأسباب تجمعهم، ويظهر بشكل واضح عزم أوروبا تبني خطوة فعالة في الأزمة السورية.

وأضاف جاسم أنه في حال أخذ رباعي اسطنبول مسارا جديدا، يمكننا القول عندها إنه سيكون ذا فاعلية كما كان حال مسار أستانة مع الأخذ بعين الاعتبار بدء مرحلة جديدة في سوريا سياسية في شق كبير منها، باعتبار أن لكل من روسيا وتركيا اليوم أوراق كثيرة في سوريا.

وتابع: "لم يعد خافيا على أحد أن روسيا اليوم هي العامل العسكري الأقوى على الساحة السورية، ولكن من الصعب الوصول إلى مرحلة سياسية متقدمة للحل هناك، من دون وجود العامل التركي ضمن المعادلة التي وصلت إليها الأوضاع السورية أخيراً..

كما يجمع أنقرة وموسكو وحدة أراضي الجمهورية العربية السورية ،على عكس واشنطن التي عبر أداتها الامتداد السوري لحزب العمال الكردستاني (المصنف ارهابي في حلف شمال الاطلسي) ما زالت تراهن على عامل الوقت لخلق واقع جديد داخل الأراضي السورية، بعد أن زرعت بذور التقسيم وضاربة بعرض الحائط مصير ملايين العرب سكان شمال وشمال شرق سوريا.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!