ترك برس

نشرت مجلة "ماكلين" الكندية الإخبارية تقريرا عن الطريقة التي تتعامل بها تركيا في قضية مقتل الصحفي السعودي، جمال خاشقجي، رأت فيه أن أنقرة تتبنى استراتيجية زيادة الضغط تدريجيا على الرياض من أجل كشف الحقيقة في هذه القضية.

وأشارت المجلة إلى أن الرئيس التركي أردوغان زاد من إحراج القيادة السعودية في خطابه يوم الثلاثاء الماضي، حين عرض تفاصيل عملية القتل لأول مرة، رافضا ادعاءات السعودية، ومطالبة بتسليم المتهمين إلى تركيا لمواجهة العدالة.

ونقلت المجلة عن مسؤول في حزب العدالة والتنمية، طلب عدم الكشف عن هويته، قوله إن الاستراتيجية التركية كانت زيادة الضغط تدريجيا على السعوديين في قضية خاشقجي، ونجحت في انتزاع تنازلات.

وأضاف المسؤول التركي: "إن أحدا لا يرغب في انهيار كامل في العلاقات، لأن المملكة العربية السعودية بلد مهم في الشرق الأوسط. ولا يمكن لتركيا خوض معركة مع السعوديين، وصنع مزيد من الأعداء في وقت نضطلع فيه بدور كبير في سوريا، ونحاول إدارة الأزمة مع إيران".

وتقول المجلة إن تعامل تركيا مع جريمة خاشقجي يعكس مدى حساسية وتعقيد الأمور. فقد كان خطاب أردوغان، على سبيل المثال، هادئًا نسبيًا، وتناول فيه التطور الزمني للحادث والأدلة التي جمعتها المخابرات التركية، وأشار إلى أنها تتناقض مع النسخة السعودية.

وتضيف أن أردوغان أظهر في خطابه احتراما للملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، لكنه أغفل الإشارة إلى ولي العهد محمد بن سلمان الذي يعتقد البعض أنه أمر بقتل خاشقجي، بسبب امتعاض تركيا من السياسة التي يتبناها ولي العهد.

ورأت المجلة أنه ليس هناك ما يضمن نجاح استراتيجية الضغط التركية، حيث ما تزال السعودية تمتلك ورقة رابحة مهمة هي ورقة النفط الذي لا تستطيع تركيا تحمل ارتفاع أسعاره في وقت تواجه فيه أزمة اقتصادية.

لكنها تستدرك بالقول إن الأتراك سيحاولون انتزاع كل ما في وسعهم لمعرفة الحقيقة في القضية، وقد حصلوا بالفعل على اعتراف السعوديين بأن قتل خاشقجي كان مدبرا. وإذا تم تسليم المتهمين لمحاكمتهن في تركيا، فسيكون ذلك بمثابة فوز سياسي كبير للأتراك.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!