ترك برس

في خطوة أثارت الاستغراب، أظهرت صور نشرتها وسائل الإعلام التركية طرودًا من الحلويات والمكسرات اصطحبها النائب العام السعودي، سعود المعجب، إلى السعودية خلال مغادرته مدينة إسطنبول بعد مباحثات مع السلطات التركية حول جريمة مقتل الصحفي جمال خاشقجي.

ونشرت وكالة الأناضول التركية صورًا في لأشخاص دخلوا صالة الشخصيات الهامة بالمطار قبيل وصول المعجب، ومعهم 5 حقائب مرقمة، وأغراض شخصية، و4 طرود من المكسرات، حيث تم تمريرها من جهاز كاشف حقائب  (X-Ray) ونقله إلى الطائرة.

وقالت قناة "خبر تورك" التركية إن النائب العام السعودي اصطحب معه علبًا من راحة الحلقوم – التي تشتهر بها تركيا – وكمية من المكسرات، خلال مغادرته إلى السعودية من مطار "أتاتورك" الدولي بإسطنبول.

وفي وقت سابق اليوم، أعلنت النيابة العامة التركية في مدينة إسطنبول أنها لم تتوصل إلى نتائج ملموسة من اللقاءات مع النائب العام السعودي، رغم كل جهودها المتسمة بالنوايا الحسنة لإظهار الحقيقة بشأن مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده.

وأكّدت النيابة التركية في بيان أن "جمال خاشقجي قُتل خنقاً فور دخوله مبنى القنصلية العامة السعودية في إسطنبول من أجل القيام بمعاملات زواج، بتاريخ 2 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، وفقاً لخطة كانت معدة مسبقاً".

وقالت النيابة التركية في بيان إن "جثة المقتول جمال خاشقجي، جرى التخلص منها عبر تقطيعها عقب قتله خنقًا، وفقاً لخطة كانت معدة مسبقاً أيضًا".

وشككت تركيا بإرادة السعودية في "التعاون بصدق" في التحقيق بجريمة قتل الصحافي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في اسطنبول، لعدم تقديم الرياض أجوبة كافية حول الجهة التي أمرت بتنفيذ القتل ومكان إخفاء الجثة.

وأكد مسؤول تركي كبير اشترط عدم الكشف عن اسمه لوكالة "فرانس برس"، أن المسؤولين السعوديين بدوا "مهتمين خصوصا بالحصول على الأدلة التي نملكها ضد مرتكبي الجريمة". وأضاف "لم نشعر أنهم حريصون على التعاون بصدق في التحقيق".

ولم يُعثر على جثة الصحافي بعد. وقال مسؤولون سعوديون لوسائل إعلام أميركية بعد اعتراف الرياض بحصول الجريمة، إن "الجثة سُلّمت إلى متعاون محلّي".

وتابع المسؤول التركي "طلبنا من المسؤولين السعوديين معلومات حول مكان وجود جثة جمال خاشقجي وهوية الشريك المحلي المزعوم"، مكرراً طلب أنقرة تسليمها المشتبه بهم الـ18 الموقوفين في السعودية "كي يحاسبوا على أفعالهم".

وقُتل جمال خاشقجي الذي كان يكتب مقالات رأي ناقدة لسياسات الرياض في صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، في القنصلية السعودية باسطنبول في الثاني من تشرين الأول/أكتوبر بعد أن دخلها لإتمام معاملات إدارية.

وبعد صمت دام 18 يوما، أقرت الرياض بمقتل خاشقجي داخل قنصليتها، إثر ما قالت إنه "شجار"، وأعلنت توقيف 18 سعوديا للتحقيق معهم، بينما لم تكشف عن مكان الجثة.

وقوبلت هذه الرواية بتشكيك واسع، وتناقضت مع روايات سعودية غير رسمية، تحدثت إحداهما عن أن "فريقا من 15 سعوديا، تم إرسالهم للقاء خاشقجي وتخديره وخطفه، قبل أن يقتلوه بالخنق في شجار عندما قاوم".

وأفاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بوجود "الكثير من الخداع والأكاذيب" من طرف السعوديين في قضية خاشقجي، تعليقا على تعدد الروايات التي تصدر من الرياض حول الواقعة.

وأعلنت النيابة العامة السعودية، الخميس الماضي، أنها تلقت "معلومات" من الجانب التركي تفيد بأن المشتبه بهم قتلوا خاشقجي "بنية مسبقة".

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!