ترك برس

اعتبر الرئيس السابق للمخابرات السعودية الأمير تركي بن فيصل آل سعود، أن الهجمة ضد المملكة بسبب قضية الصحفي السعودي المقتول جمال خاشقجي، "غير منصفة وخبيثة".

جاء ذلك في كلمة ألقاها الأمير تركي، وهو رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، أمام مؤتمر المجلس الوطني للعلاقات الأميركية-العربية في دورته الـ27.

وقال، حسب صحيفة "عكاظ" السعودية، إن "البلدان التي عذبت وسجنت أبرياء، وأطلقت حروباً قتل فيها مئات الآلاف من الناس بناء على معلومات خاطئة، يجب أن تخجل عند توجيه الانتقادات للآخرين"، وأنه "من كان بيته من زجاج فلا يرمي الناس بالحجارة".

وأضاف أن "العلاقة (الأميركية-السعودية) تتعرَّض للتهديد بسبب الجريمة المأساوية غير المبرَّرة التي وقعت في القنصلية السعودية في إسطنبول، وأزهقت روح جمال خاشقجي رحمه الله".

وحذّر من أن "الغضب الأميركي الذي يسيء للمملكة في واقعة وفاة خاشقجي، يهدد العلاقات الإستراتيجية مع الولايات المتحدة".

وتابع الفيصل أن "الهجمة ضد المملكة غير منصفة وخبيثة"، وأن "إخضاع مستقبل علاقتنا لهذه القضية ليس أمراً صحيّاً البتة، المملكة ملتزمة بجلب أولئك الجُناة ليمثُلوا أمام العدالة، وأولئك الذين قتلوا، وأولئك الذين فشلوا في الالتزام بالقانون، العدالة سوف تأخذ مجراها".

وشدد على أن العلاقات الأميركية-السعودية "أكبر من أن تفشل"، وأن "العلاقة الأميركية-السعودية تتجاوز جوانب النفط والتجارة والاستثمار والتعليم والتدريب، وتمتد إلى سنوات العمل الطويلة بين البلدين لإحلال السلام العالمي في الشرق الأوسط، واستقرار الاقتصاد والأسواق العالمية، ومحاربة الإرهاب".

وبعد كشف النيابة العامة التركية أن جمال خاشقجي قتل خنقا بقنصلية بلاده بإسطنبول، ثم قطعت جثته، وتم التخلص منها، وفق خطة أعدت مسبقا؛ طالبت جهات إعلامية أميركية إدارة الرئيس دونالد ترامب بالكشف عما لديها من معلومات بشأن الجريمة.

ويرى المدير التنفيذي لمركز تحليلات دول الخليج العربي جورجيو كافييرو، أن تصريحات المدعي العام التركي وضعت إدارة ترامب في موقف حرج، فهي تريد الحفاظ على علاقة جيدة مع القيادة السعودية حفاظا على المصالح الاقتصادية، لكن هذا الأمر بات مكلفا سياسيا لها، خاصة في ظل اهتمام الرأي العام الأميركي بهذه القضية.

من جانبه، قال أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأردنية حسن البراري إن الصحافة الأميركية قادرة على دفع ترامب لاتخاذ خطوات عقابية تجاه السعودية، خاصة في هذه المرحلة التي لا يريد فيها ترامب أن يخسر حزبه في الانتخابات التشريعية المرتقبة.، حسب شبكة الجزيرة القطرية.

وفي حال رفض السعودية التجاوب مع المطالب التركية بتسليم المشتبه بهم لمحاكمتهم بأنقرة، قالت المحامية وخبيرة القانون الجنائي الدولي ديالا شحادة إنه في حال تمت محاكمة المتشبه بهم في السعودية، فإنه سيطبق عليهم القانون الأقل شدة بين القانونين السعودي والتركي.

وفي هذا الصدد، تحدثت شحادة عن أهمية دور أبناء خاشقجي في تدويل القضية بصفتهم يحملون الجنسية الأميركية، مشيرة إلى أنه بإمكانهم بدء ملاحقات قضائية ضد المشتبه بهم وجلبهم للمحاكم الدولية.

وأوضحت أن العائق القانوني الذي يعرقل محاكمة تركيا للمتشبه بهم هو أن بعضهم يتمتعون بحصانة دبلوماسية، وبناء عليه لا يمكن لتركيا مقاضاتهم على أرضها إلا في حالة رفع السلطات السعودية الحصانة عنهم وتسليمهم لأنقرة.

غير أن الخبيرة القانونية نوهت إلى إمكانية قيام تركيا أو الولايات المتحدة بإحالة ملف قضية الاغتيال إلى محكمة العدل الدولية عبر شكوى ضد السعودية.

في السياق نقلت شبكة "سي أن أن" الأميركية عن مسؤولين أميركيين أن واشنطن تعمل على استغلال تأثيرات جريمة اغتيال الصحفي جمال خاشقجي ووضع السعودية الجديد بهدف وقف حرب اليمن وحل الأزمة مع قطر، وذلك في ضوء مطالبات وزيري الخارجية والدفاع الأميركيين بإيقاف حرب اليمن والتوصل لحل خلال ثلاثين يوما.

من وجهة نظر جيمس فارويل، مساعد وزير الدفاع الأميركي السابق، فإن الرئيس الأميركي دونالد ترامب وإدارته جادون تماما في دعوتهم لإنهاء الحرب باليمن، ويرغبون في استقرار منطقة الشرق الأوسط.

واعتبر فارويل، خلال برنامج على قناة الجزيرة، أن جريمة اغتيال خاشقجي أثارت شكوك الإدارة الأميركية بشأن مدى سلامة ونضج سياسة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

ومع أن المحلل السياسي جيري ماهر، رأى في الدعوة الأميركية ابتزازا سياسيا واقتصاديا للسعودية، فإنه اعتبر أن الحرب التي تقودها الرياض باليمن تأتي في إطار دفاع السعودية عن نفسها وحماية استقرارها ممن وصفهم "بالإرهابيين" الموجودين في اليمن، على حد قوله.

وانتقد الموقف الأميركي، وقال إن الولايات المتحدة شنت حربا على أفغانستان التي تبعد عنها آلاف الأميال للدفاع عن مصالحها، في حين تعترض على حرب تخوضها السعودية على حدودها للدفاع عن أمنها.

ورفض المسؤول الأميركي السابق فارويل اتهام الإدارة الأميركية بابتزاز السعودية، كما رفض المقارنة بين حرب بلاده في أفغانستان والحرب باليمن.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!