صالح تونا – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

لا ينخدعن أحد بالاهتمام الزائد الذي يوليه الإعلام التركي لانتخابات التجديد النصفية في الولايات المتحدة.

فتحقيق الديمقراطيين الأغلبية في مجلس النواب لن يغير من سياسات ترامب لا بخصوص تركيا، ولا بشأن الشرق الأوسط.

ولن يؤثر على الإطلاق على قرار العقوبات بحق إيران. فالقرار لم يمرر من أي مجلس على أي حال.

وعلى غرار ذلك، لن يؤثر أيضًا على قرار الولايات المتحدة منح مكافأة مالية بملايين الدولارات لمن يدلي بمعلومات تساعد على تحديد هويات أو مكان قادة في تنظيم "بي كي كي"، وهم مراد قره يلان وجميل بايق ودوران قالقان.

لا بد أنكم تذكرون اقتراح وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس على نظيره التركي السابق نور الدين جانيكلي، في فبراير/ شباط الماضي، فصل وحدات حماية الشعب عن "بي كي كي"، ودفعها إلى محاربته.

ما هو الهدف؟

كما أن الولايات المتحدة أجبرت/ ستجبر الصين وروسيا على التنافس عبر إيران جراء العقوبات التي فرضتها على طهران، ستعمل على تقويض الاتفاق الروسي- الإيراني- التركي المعزز بمسار سوتشي، من خلال قرار المكافأة االمالية المذكور آنفًا!

كيف ذلك؟

تعلمون أن قرار الولايات المتحدة منح مكافأة مالية لمن يدلي بمعلومات عن قره يلان وبايق وقالقان لن يقتصر على إحداث صدمة هائلة في أوساط "بي كي كي"، بل إنه سيؤدي في نهاية المطاف إلى حدوث شرخ بين فرع "بي كي كي" في سوريا وحدات حماية الشعب، وبين قيادته في جبل قنديل، وحتى إلى وقوع صراع بينهما.

وفي ظل عجز قيادة "بي كي كي" في قنديل، ستسعى للتقرب من روسيا وإيران..

ستبدي موسكو وطهران اهتمامًا خاصًّا بتنظيم "بي كي كي"، في مواجهة "إسرائيل الثانية" التي ستؤسسها الولايات المتحدة في سوريا عن طريق وحدات حماية الشعب.

وهذا يعني بالنتيجة إثارة فتنة عن طريق "بي كي كي" وسط التحالف التركي- الروسي- الإيراني. إذن الولايات المتحدة لا ترصد مكافأة مقابل رؤوس قره يلان وبايق وقالقان، بل إنها تخطط للإيقاع بين البلدان الثلاثة المذكورة.

فالولايات المتحدة تحسب أنها قادرة على خداعنا، وضرب سرب من العصافير بحجر واحد.

فمن جهة ستقوض التحالف بين تركيا وروسيا وإيران، ومن جهة أخرى ستؤسس "إسرائيل ثانية" في سوريا، ومن جهة ثالثة ستروض تركيا.

هذه هي نية واشنطن، لكن سنرى ما إذا كانت ستنجح في ذلك. فتجنب تركيا بأي شكل من الأشكال التمييز بين "بي كي كي" ووحدات حماية الشعب يفسد الألاعيب الأمريكية.

يقول قلجدار أوغلو  إن وحدات حماية الشعب ليست تنظيمًا إرهابيًّا  إنما كيان يدافع عن وطنه. لو أن قلجدار أوغلو  يمسك بمقاليد الحكم في تركيا لكانت مهمة واشنطن أسهل..

عن الكاتب

صالح تونا

كاتب في صحيفة يني شفق


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس