كورتولوش تاييز – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس

حتى تتمكن من تنفيذ مخططاتها في الشرق الأوسط، وسوريا على الأخص، يتوجب على الولايات المتحدة أن تكسب مشروعية لتنظيم حزب الاتحاد الديمقراطي/ وحدات حماية الشعب مشروعية على الصعيد الدولي.

بُنيت اللعبة في سوريا على هذا المبدأ الأساسي. تأسس حزب الاتحاد الديمقراطي عام 2003 على يد خمسة من قياديي "بي كي كي" في جبل قنديل، أحدهم عثمان، شقيق عبد الله أوجلان.

عثمان أوجلان أعلن أنهم أسسوا حزب الاتحاد الديمقراطي بناء على طلب من الولايات المتحدة. وثبت بما لا يدع مجالًا للإنكار أن الحزب هو "الابن غير الشرعي" للبنتاغون.

بدأت واشنطن تحركاتها من أجل تحويل هذا التنظيم إلى لاعب سياسي مشروع، خلال الحرب السورية. وكما هو واضح فإن مخططات إعادة تشكيل الشرق الأوسط تكمن وراء تجميل صورة التنظيم ووصفه بالبطولة في مواجهة داعش.

دفعت الولايات المتحدة سوريا والعراق إلى فوضى دامية، وغيرت بنيتهما الديموغرافية، وسعت إلى تأسيس دولة إرهابية على حدودنا الجنوبية، وحاولت استخراج حركة سياسية "مشروعة" من تنظيم إرهابي. منذ سنوات ونحن نتابع أداء أمريكيًّا دمويًّا، لم يعد هناك أدنى شك في وقوف البنتاغون وراءه.

في المرحلة الراهنة، لا يمكن لاعتراف الولايات المتحدة أو أوروبا بحزب الاتحاد الديمقراطي/ وحدات حماية الشعب أن يكسبه المشروعة ما لم تعترف به تركيا. وهذه هي النقطة التي تقف السياسة الأمريكية عاجزة أمامها.

رغم أن واشنطن خططت لهذه اللعبة وقطعت شوطًا طويلًا في تنفيذها، إلا أن تركيا لم تعبأ بالكلفة والاستثمارات الأمريكية على مدى سنوات، ورفضتها.

دعكم من الاعتراف بحزب الاتحاد الديمقراطي، قضت تركيا على الإرهاب في الداخل، ووصلت إلى معاقله في قنديل وسنجار وشرق الفرات.

هناك فاعل مؤثر في هذه المنطقة اسمه تركيا، قادر على التعامل مع الإرهاب في العراق وسوريا رغم أنف الولايات المتحدة، ويملك القوة التي يمكنها تضييق الخناق على تنظيم "بي كي كي" الإرهابي في المنطقة، وإفشال مخطات البنتاغون.

اعتراف الولايات المتحدة بحزب الاتحاد الديمقراطي/ وحدات حماية الشعب، أو عدم تصنيفها إياه كتنظيم إرهابي لا يكفي لإكسابه الشرعية. ولن تستطيع أمريكا أو أوروبا إنقاذ كيان لا تعترف به تركيا.

من أجل إدراك عزم تركيا في هذا الخصوص، يكفي الاستماع لتصريح رئيسها رجب طيب أردوغان: "من يجرون دوريات مع عناصر التنظيم الإرهابي في سوريا، ويرصدون مكافأة للقبض على قادته في العراق يظنون أنهم يخدعوننا. لكن آمالهم ستبوء بالفشل، وقريبًا سندمر قنديل وسنجار على رؤوسهم".

عن الكاتب

كورتولوش تاييز

كاتب تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس