محمد بارلاص – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

مع مطالبة النائب العام السعودي بإعدام خمسة أشخاص على خلفية جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي، لا شك أن أسعد الناس هو ولي العهد محمد بن سلمان عقب حصوله على صك بالبراءة.

لا بد لنا من القول إننا لا نملك أي دليل دامغ على أن ولي العهد السعودي هو من أمر بارتكاب جريمة قتل خاشقجي..

بيد أنه بعد الوضع في الاعتبار ما حدث في السعودية خلال الآونة الأخيرة من تطورات، يبدو من غير الممكن أن يحرك شخص ما قوى الدولة دون علم أو إذن ولي العهد، وأن يرسل فريق اغتيال على متن طائرتين إلى إسطنبول لينهي حياة صحفي معارض.

مفاهيم القانون والعدل سوّيت بالأرض

نفت الحكومة السعودية المرتبطة بولي العهد في بادئ الأمر الجريمة، ثم اعترفت بوقوعها، والآن طلبت نيابتها إنزال عقوبة الإعدام بخمسة من المتهمين الأحد عشر بارتكاب جريمة قتل خاشقجي، وبذلك ضربت بعرض الحائط جميع مفاهيم القانون والعدل.

ولو أن الطريق التي اتبعتها الرياض في التعامل مع جريمة قتل خاشقجي كانت سارية في الولايات المتحدة، يا ترى كم كان عدد الأشخاص الذين كانوا سيعدمون عقب اغتيال كينيدي، على سبيل المثال؟..

المتعاون المحلي!

نأتي الآن إلى البيان الصادر عن النائب العام السعودي أمس الأول.. بحسب مع أعلنته النيابة العامة فإن سعود القحطاني المستشار المقرب من ولي العهد محمد بن سلمان، تلقى تعليمات بإقناع الصحفي جمال خاشقجي بالعودة إلى البلاد.

لما لم يتمكن الفريق من إقناع خاشقجي بالعودة إلى السعودية ممكنة، عمد إلى القضاء عليه. صدر أمر قتل خاشقجي عن قائد الفريق الذي أُرسل إلى إسطنبول.

النيابة العامة السعودية أعلنت أنها توصلت إلى صورة للمتعاون المحلي، الذي استلم جثمان جمال خاشقجي، موضحة أن الجثة دُفنت في مكان ما.

وبحسب ما ذكره الناائب العام فإن خاشقجي فارق الحياة جراء عراك وشجار وحقنه بجرعة قاتلة من المخدر.

تعليق وزير الخارجية التركي

رد وزير الخارجية مولود جاوش أوغلو على بيان النيابة العامة السعودية جاء ليترجم أفكارنا أيضًا.

فعقب صدور بيان النيابة السعودية بخصوص جريمة قتل خاشقجي، أدلى جاوش أوغلو بتصريحات قال فيها: 

"لا نعتبر البيان مقنعًا بالنسبة لنا. تم التخطيط للجريمة مسبقًا. ما زال هناك سؤال لم يجد إجابة عنه. أين جثة جمال خاشقجي الذي قُتل بوحشية؟".

عن الكاتب

محمد بارلاص

كاتب وصحفي تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس