ترك برس

اعتبر رئيس حكومة الوفاق الليبية، فائز السراج، انسحاب تركيا من مؤتمر "باليرمو" الدولي حول ليبيا، بأنه "أمر مؤسف جدا، وينبغي أن تُسأل الحكومة الإيطالية عن دوافع وأسباب هذا الانسحاب".

وفي تصريحات لصحيفة "كوريري ديلا سيرا" الإيطالية، ووصف رئيس الحكومة الليبية دولة تركيا بـ"شريك هام"، وأن بلاده ترتبط معها بتاريخ طويل ومشترك، حسب صحيفة "عربي21" الإلكترونية.

تصريحات السراج، أثارت تساؤلات حول دلالتها ، وما إذا كان يريد "مكايدة" اللواء خليفة حفتر ورئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي، بعد تسببهما في انسحاب أنقرة من مؤتمر "باليرمو" الأخير.

الصحفي الليبي، محمد عاشور العرفي، قال إنه "من الطبيعي أن يصف السراج دولة تركيا بكونها شريكا هاما وتاريخيا، ويتأسف عن انسحاب ممثلها، وذلك لطبيعة العلاقة بين ليبيا وتركيا اقتصاديا وسياسيا، بعيدا عن فضاء الغزل"، حسب وصفه.

وأوضح العرفي – حسب "عربي21" – أن "الحفاظ على العلاقة التركية الليبية مهم، كون تركيا تمثل توازنا سياسيا، باعتبارها تقف في معسكر مقابل الحليف المصري الإماراتي لحفتر".

وفي وقت سابق، أكّد رئيس مجلس الدولة الليبي، خالد المشري، أن انسحاب وفد تركيا من مؤتمر باليرمو جاء بسبب شرط من الجانب المصري بعدم حضور الوفد التركي اللقاء المصغر الذي سبق المؤتمر.

وأكدت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية، نقلا عن مصادر مصرية وليبية متطابقة، بأن "السيسي وحفتر رفضا بإصرار مشاركة تركيا في القمة الأمنية المصغرة".

بدوره رأى الإعلامي الليبي، عبدالحميد الحصادي، أن السراج ليس له أي يد في استبعاد تركيا من القمة المصغرة، وتصريحاته حولها الآن تصريحات تتسم بالذكاء والدبلوماسية، كونها شريكا هاما وتاريخيا، فهذه حقيقة لا يمكن للسراج أو غيره تجاهلها".

وتابع: "في المقابل، ظهر حفتر كتلميذ مطيع لسياسات السيسي والإمارات وفرنسا، الذين يحركونه ليهاجم دولة مثل تركيا لها تأثير كثالث أكثر أسطول في حلف الناتو، وتناسى حفتر أكثر من ثلث التجارة البينية بين ليبيا وتركيا، وأكثر من نصف المشاريع المتوقفة والمستقبلية".

لكن في المقابل استبعد الكاتب والأكاديمي من الشرق الليبي، جبريل العبيدي، استبعد من جانبه أن تكون تصريحات السراج مناكفة لحفتر، لكنها مجرد "مجاملة" سياسية في شأن لم يكن السراج المتسبب فيه، بل "هو السلوك التركي المتشبع بالثقافة الاستعمارية العثمانية المشبعة بالنزعة الطورانية عند حكام أنقرة، وتعاملهم مع ليبيا على أنها ولاية عثمانية تتبع الأستانة"، على حد قوله.

وأضاف: "على تركيا التعاطي بشكل إيجابي كبلد إقليمي في محيط ليبيا، لتكون شريكا مهما لليبيا في المنطقة بدلا من تبني رؤية أحادية تتبنى وتؤوي الجماعات المتورطة في الإرهاب، وتسوقها على أنها شريك سياسي"، حسب كلامه.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!