كورتولوش تاييز – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس

إقامة "تحالف الشعب" في الانتخابات المحلية تتمتع بأهمية قصوى، لأن التحالف سيحبط مخططات المعارضة التي يتزعمها حزب الشعب الجمهوري من أجل زعزعة استقرار تركيا.

لا يخفى على أحد أن تدهور العلاقات بين حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية أفرح المعارضة كثيرًا، واختلاف الحزبين سيكون في صالح تحالف أحزاب الشعب الجمهوري والشعوب الديمقراطي والجيد.

بيد أن اجتماع أردوغان مع زعيم الحركة القومي دولت باهجلي واتفاقهما على التحالف في الانتخابات المحلية قلب حسابات المعارضة رأسًا على عقب.

فالمعارضة كانت تجري حساباتها منذ مدة من أجل التوجه إلى انتخابات مبكرة في تركيا. وكانت تأمل أن يتعرض حزب العدالة والتنمية لضربة في انتخابات 31 مارس 2019، واستغلال الفرصة للتحرك. هذا يعني حدوث استفزازات من الداخل والخارج وبالتالي جر تركيا إلى جو من عدم الاستقرار.

كل مرحلة ضعف فيها الحكم السياسي في تركيا شهدت استفزازت. لنستذكر انتخابات يونيو 2015. فشل العدالة والتنمية في تشكيل حكومة بمفرده، فلجأ "بي كي كي" وحزب الشعوب الديمقراطي إلى الإرهاب، ونفذ تنظيم داعش هجمات انتحارية، وقام تنظيم "غولن" بمحاولته الانقلابية.

ليس هناك أدنى شك في أن هذا النوع من الاستفزازت سيظهر من جديد عندما يضعف الحكم السياسي ويفقد قوته.

مخططات الولايات المتحدة على حدودنا الجنوبية متعلقة أيضًا بالانتخابات القادمة. وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس أدلى بتصريح قال فيه: "سننشئ نقاط مراقبة في عدد من المناطق على حدود سوريا الشمالية".

يؤكد ماتيس عبر هذا التصريح بكل وضوح أن الولايات المتحدة ستعمل من خلال هذا القرار على وضع وحدات حماية الشعب تحت حمايتها. خطط واشنطن من أجل إقامة دولة لـ "بي كي كي" في شرق الفرات متعلقة بعدم تدخل تركيا.

أكبر عائق أمام تأسيس مثل هذه الدولة هو الحكم السياسي القوي القائم في تركيا. إذا ضعف الحكم وتعرض حزب العدالة والتنمية لهزيمة فإن تركيا ستتلقى ضربة قوية. والمعارضة لدينا لا تعمل من أجل البلد إنما لتمهيد الطريق أمام الولايات المتحدة.

ولهذا فإن تحالف وتعاون حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية مهم من أجل حاضر ومستقبل البلد أكثر منه من أجل المصالح السياسية للحزبين. قرر أردوغان وباهجلي مواصلة التعاون الذي يقتضيه أمن تركيا واستقرارها.

عن الكاتب

كورتولوش تاييز

كاتب تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس