ترك برس

فنّدت وكالة تركية مزاعم روسيا ونظام الأسد بشأن استهداف المعارضة السورية المسلحة محافظة حلب بالسلاح الكيميائي انطلاقًا من محافظة إدلب، مشيرة إلى ثلاث نقاط رئيسية في روايات الروس.

ونشرت وكالة الأناضول الرسمية تقريرًا يُشير إلى وضع النظام وروسيا "سيناريو الهجوم الكيميائي" حيز التنفيذ، يوم السبت، والذي كانوا يعدّون له منذ أشهر.

وحسب التقرير، فإن المعارضة السورية التي تؤكد أن قذائف "الهاون" غير قادرة على تحويل سائل كيميائي إلى غاز، تتحدث عن تخطيط النظام وروسيا لإطلاق هجوم على منطقة "خفض التصعيد" من خلال تعطيل وقف إطلاق النار في إدلب، عبر مثل هذه الادعاءات.

وجاء في التقرير: تشكل محافظة إدلب مع ريف حماة الشمالي وريف حلب الغربي منطقة "خفض تصعيد" بموجب اتفاق أبرم في سبتمبر/ أيلول 2017 في أستانة عاصمة كازاخستان.

ومساء السبت، ذكرت وكالة أنباء سانا، التابعة للنظام السوري، أن "منطقة الخالدية في حلب تعرضت لهجوم بالسلاح الكيميائي، أسفر عن إصابة أكثر من 100 مدني".

فيما ادعت وزارة الدفاع الروسية، في بيان صباح الأحد، أن "هجومًا بالسلاح الكيميائي استهدف الريف الشمالي الغربي لحلب، والذي يسيطر عليه النظام السوري، انطلاقا من منطقة خفض التصعيد بإدلب".

الوزارة الروسية قالت إن "الهجوم بغاز الكلور" تم باستخدام قذائف هاون 120 ملم من قرية "البريكيات" الخاضعة لسيطرة "هيئة تحرير الشام".

وحمّلت وزارة الدفاع الروسية، الدفاع المدني العامل في مناطق سيطرة المعارضة، والمعروف أيضا باسم "الخوذ البيضاء"، مسؤولية الهجوم.

ومنذ أغسطس/ آب الماضي، دأبت روسيا ونظام الأسد على نشر مزاعم تتهم الفصائل المسلحة المعارضة بالتحضير لهجوم كيميائي انطلاقًا من إدلب ومنطقة "درع الفرات".

وسبق أن حذّرت المعارضة السورية من تخطيط النظام وروسيا لإطلاق هجوم على منطقة "خفض التصعيد" من خلال تعطيل وقف إطلاق النار في إدلب.

وأكّدت المعارضة أن هناك سيناريوهات يعدها النظام وروسيا تتضمن اتهام فصائلها بشنّ هجوم بالسلاح الكيميائي.

- أين تقع "البريكيات"؟!

اللافت أن قرية "البريكيات" التي وردت في تصريح وزارة الدفاع الروسية، لا مكان لها في الخرائط.

وقال مدنيون ومجموعات تابعة للجيش السوري الحر في منطقة "الراشدين"، للأناضول، إنهم لا يعرفون منطقة باسم "البريكيات".

من جهته نفى رائد صالح، رئيس "الخوذ البيضاء"، في حديث للأناضول، وجود مكان بالاسم المذكور في المنطقة.

وأضاف صالح: "لا علم لنا بوجود مثل ذلك المكان، وإذا كان موجودًا فإنه لا نشاط لنا فيه".

وشدّد على أن نظام الأسد هو الطرف الوحيد الذي يملك القدرة والتكنولوجيا اللازمة من أجل الهجوم بالسلاح الكيميائي.

بدوره قال ناجي مصطفى، المتحدث باسم "الجبهة الوطنية للتحرير" (أكبر فصيل عسكري بالمعارضة)، عبر تطبيق الرسائل النصية "تليغرام"، إنهم يرفضون الافتراءات الصادرة عن النظام.

وشدد مصطفى على أن النظام يتستر عن مجازره التي ارتكبها من خلال نشر مثل هذه الأخبار.‎

وسبق أن أظهرت تحقيقات للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية أن قوات النظام استخدمت غاز الكلور عدة مرات، في هجمات على مناطق تحت سيطرة المعارضة، فضلا عن استخدام غاز السارين في أبريل/ نيسان 2017.

- قذيفة الهاون غير قادرة على تحويل السائل إلى الغاز

الجانب الروسي زعم أن الهجوم تم باسخدام قذائف هاون، إلا أن مصادر عسكرية بالمعارضة تنفي ذلك وتؤكد أنه من الثابت عسكريا أن هذه القذائف لا تستطيع تحويل سائل المادة الكيميائية إلى الغاز ومن ثم نشره على مساحة معينة.

وعادة ما تتم الهجمات بالسلاح الكيميائي باستخدام الطائرات أو الصواريخ طويلة أو قصيرة المدى.

- موسكو تناقض روايتها وتستهدف "الجيش الحر"

رغم أن موسكو قالت إن الهجوم المزعوم انطلق من مناطق تحت سيطرة "هيئة تحرير الشام"، شنّت مقاتلات روسية، في وقت سابق الأحد، غارة جوية ضد الجيش السوري الحر في منطقة "الراشدين" الواقعة على الخط الفاصل بين منطقة "خفض التصعيد" بإدلب وحلب.

وقال مرصد الطيران التابع للمعارضة، على حساباته في وسائل التواصل الاجتماعي، إن 3 طائرات حربية روسية أقلعت من قاعدة "حميميم" في محافظة اللاذقية، واستهدفت منطقة "الراشدين".

وفي تعليقها على الغارات، زعمت وزارة الدفاع الروسية أنها "استهدفت المجموعات المسؤولة عن الهجوم الكيميائي".

وبالتوازي مع التحرك الروسي، واصلت قوات النظام والمجموعات الإرهابية المدعومة من إيران، انتهاك اتفاق "سوتشي" الذي توصلت إليه تركيا وروسيا في أيلول/ سبتمبر الماضي.

ومنذ صباح الأحد شنت هذه القوات هجمات بالقذائف الصاروخية على بلدتي اللطامنة وكفرزيتا في محافظة حماة، وبلدة جرجناز ومحيطها في إدلب.

ومنذ توقيع الاتفاق، أسفرت هجمات مماثلة عن مقتل 37 مدنيًا وإصابة عشرات آخرين.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!