سردار تورغوت – صحيفة خبر تورك – ترجمة وتحرير ترك برس

عند التفكير في علاقاتنا مع الولايات المتحدة من الطبيعي جدًّا أن ينصب تركيزنا على شرق الفرات ومنبج وقضية خاشقجي. 

غير أني أريد الحديث عن قضيتين هامتين توشكان على التحول إلى أزمتين، وستشغلان الأجندة. لم تتحول هاتان القضيتان  إلى أزمتين بعد، لكنهما مرشحتان للتأزم في أي لحظة. 

1- شرق المتوسط وقبرص: زار وزيرا الطاقة والخارجية في حكومة جنوب قبرص سفينة التنقيب "Stena Ice Max" المملكوكة لشركة إكسون موبايل، التي تنقب عن الغاز الطبيعي والنفط قبالة سواحل الشطر الجنوبي من قبرص. ورافقت السفيرة الأمريكية في جنوب قبرص كاثلين دوهرثي الوزيرين خلال الزيارة.

ينبغي على تركيا أخذ الزيارة بعين الاعتبار وإجراء اللازم. فأنقرة تعارض إجراء السفن الأجنبية عمليات تنقيب قبالة سواحل قبرص على نحو ينتهك حقوق جمهورية شمال قبرص التركية، وهي عازمة على حماية حقوقها في التنقيب عن الغاز الطبيعي. حيث منعت سفن الأسطول التركي عمليات تنقيب سابقة.

مرافقة مسؤول أمريكي هذه المرة مسؤولي جنوب قبرص في زيارة سفينة التنقيب تعني أن الولايات المتحدة تقف كدولة وراء هذه العمليات.

وقبل عدة أسابيع، زار فرانسيس فانون، مساعد الوزير المسؤول عن شؤون الطاقة في وزارة الخارجية الأمريكية جنوب قبرص وعقد اجتماعات مع مسؤوليها، صرح خلالها أن بلاده تدعم عمليات التنقيب التي تقوم بها جنوب قبرص.

موقف إسرائيل

في الأثناء، نشرت مؤسسة الدفاع عن الحريات، وهي مركز بحوث ذو نفوذ كبير لدى الإدارة الأمريكية، تقريرًا قالت فيه إن إسرائيل سوف تنقل الغاز الطبيعي الذي تستخرجه إلى أوروبا عن طريق اليونان وليس تركيا.

وأكدت المؤسسة المقربة من الأوساط الإنجيلية أن إسرئيل فضلت اتباع هذا الطريق على الرغم من أنه أكثر كلفة، لافتة أن هذا القرار اتخذ لأسباب سياسية محضة.  

يبدو أنه بات من الضروري أن تجري تركيا مباحثات مع الولايات المتحدة في أقرب وقت حول هذا الملف الساخن في المنطقة.

2- صواريخ إس-400: كان الكونغرس الأمريكي ينتظر تقرير البنتاغون بشأن مسألة تسليم مقاتلات إف-35 إلى تركيا. أصبح التقرير جاهزًا في نهاية المطاف.

على الرغم من عدم التوصل إلى نتيجة قطعية إلا أن التقرير يتضمن أجزاء تدعو لعدم السماح بإتمام الصفقة. تم توزيع موجز من صفحتين أُعد من خلال أخذ اقتباسات عن التقرير، على أعضاء الكونغرس.

يؤكد الموجز أن منظومة الدفاع الصاروخي التي تخطط تركيا لشرائها، قد تفسد ميزة مقاتلات إف-35 في عدم الظهور على شاشات الرادار، ولهذا قد تنطوي صفقة المقاتلات على محاذير.

كما أن الحديث يدور عن إمكانية فرض بعض العقوبات على تركيا إذا اشترت منظومة صواريخ إس-400.

هذه المسألة وقضية التنقيب في البحر المتوسط ستحددان أجندة العلاقات التركية الأمريكية خلال الأيام القادمة.

عن الكاتب

سردار تورغوت

كاتب في صحيفة خبر ترك


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس