كورتولوش تاييز – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس

وجه زعيم حزب الحركة القومية دولت باهجلي، في كلمته أمام الكتلة النيابية لحزبه، انتقادات شديدة لاجتماع رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال فلجدار أوغلو مع شخصيات مقربة من تنظيمي غولن وبي كي كي، والتقاطه صورًا معها خلال زيارته ألمانيا.

وفي معرض تعليقه على الخطأ الذي ارتكبه قلجادر أوغلو، أدلى باهجلي بهذا التصريح الهام: "إما أن السيد قلجدار أوغلو لا يدري ما يفعل أو إلى أين تلقيه الرياح، وإما أنه لا يعترض أو لا يستطيع الاعتراض لأنه أسير".

نعم، هناك أخطاء يجب أن لا يرتكبها زعيم حزب الشعب الجمهوري في الأحوال العادية، كالظهور في نفس اللقطة مع شخصيات مقربة من تنظيمي غولن وبي كي كي.

لكن بطريقة غريبة، حتى وإن لم يبدُ  قلجدار أوغلو متحمسًا كثيرًا، إلا أنه لا يتمكن من التهرب من هذا النوع من الصور. 

ما سبب هذا السلوك يا ترى؟ لا أحد يمكنه الإدعاء أن قلجدار أوغلو فاقد العقل، على العكس هو واعٍ تمامًا، ومدرك لما يفعله. 

أعتقد أن المشكلة أعمق من ذلك. ليس هناك سبيل آخر أمام رجل بدأ حياته السياسية بالارتباط بتنظيم غولن، وواصل مسيرته السياسية بناء على ملفات مكذوبة وخاطئة أعطاها إليه التنظيم، ويدين بمنصب رئاسة الحزب للتنظيم نفسه. 

بعد مرحلة معينة، فقد قلجدار أوغلو القدرة على أن يدير ظهره ويشيح بوجهه عن فئة يدين لها بحياته السياسية. ليس معروفًا بداية أو نهاية هذه العلاقة لكن المؤكد أنها تعود إلى زمن بعيد .

هذه هي طريقة التعامل لدى تنظيم غولن. يستغل الأشخاص الذين يرتبطون به، وعلى الأخص السياسيين، حتى النهاية. وعندما يرى أن أحدهم بدأ يحيد عن المسار المرسوم له يعاقبه بشدة. 

على الأغلب قصة كمال قلجدار أوغلو من هذا النوع. لم يعد لديه لا القدرة ولا الإرادة على الإنحراف عن المسار المرسوم له. 

في الواقع، يعرف قلجدار أوغلو ما يفعله وإلى أين ترميه الرياح، وإن كان ذلك مؤلمًا. لكنه لا يعترض على وقوعه في الأسر، ولا يستطيع أن يرفع صوته. 

في اللحظة التي سيقول فيها قلجدار أوغلو إنه لن يقف في الصورة نفسها مع أعداء تركيا، سيلجأ تنظيم غولن إلى المرشحين الآخرين لوعامة الحزب، وسينهي أمر قلجدار أوغلو على نحو مأساوي. 

يكمن تأثير تنظيم غولن هذا وراء العداء الذي يناصبه قلجدار أوغلو للرئيس التركي رجب طيب أردوغان. المهمة الموكلة إلى زعيم حزب الشعب الجمهوري هي معاداة أردوغان وتحريض أنصار الحزب ضد الشريحة المتدينة، وإيصالهم إلى حالة تثير "حربًا أهلية" في تركيا.

ليس هناك توضيح أو معنى آخر لوجود قلجدار أوغلو في نفس الصورة مع أنصار تنظيمي غولن وبي كي كي.

عن الكاتب

كورتولوش تاييز

كاتب تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس