ترك برس

تناول برنامج حواري على قناة الجزيرة القطرية تبعات إعلان المشرعين الأميركيين قناعتهم بتورط ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بقتل الصحفي جمال خاشقجي، وذلك بعد استماعهم لشهادة مديرة الاستخبارات الأميركية جينا هاسبل.

وفي وقت سابق، أكّد السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام عضو مجلس الشيوخ بالكونغرس الأميركي أنه سيقدم مشروع قرار يعتبر ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مسؤولا عن قتل جمال خاشقجي.

جاء ذلك بالتزامن مع إعلان عدد من المشرعين قناعتهم بتورط بن سلمان في الجريمة، وذلك بعد استماعهم لإحاطة مديرة الاستخبارات الأميركية جينا هاسبل أمام مجلس الشيوخ، حسب تقرير الجزيرة.

وبخصوص التناقض في الرأي بين البيت الأبيض والكونغرس بعد الاطلاع على تقرير الـ"سي آي إيه"، يرى ويليام لورانس أستاذ الشؤون الدولية في جامعة جورج واشنطن أن كلا الطرفين يفهمان المعلومات المقدمة إليهما من وجهة نظر مختلفة والتي تدعم موقفهما العلني في قضية اغتيال خاشقجي.

واعتبر لورانس أن التحدي الذي يواجه ترامب والبيت الأبيض يتمثل في ثورة الحزب الجمهوري المحسوب على ترامب ضده، بالإضافة إلى ما يمثله إطلاع مجلس الشيوخ على إحاطة هاسبل التي كانت سببا في تغيير 14 سيناتورا أميركيا آراءهم خلال الأسبوع الحالي ليعلنوا قناعتهم بتورط بن سلمان.

من جانبه، أيد الكاتب والمحلل السياسي عمر العياصرة ما ذهب إليه لورانس، معربا عن قناعته أيضا بأن وزيري الدفاع (جيمس ماتيس) والخارجية (مايك بومبيو) الأميركيين عملا على التستر على بن سلمان بقرار من ترامب، وذلك بالترويج لفكرة (انعدام وجود دليل دامغ) مما يعنى احتمالية متساوية لضلوع بن سلمان بالجريمة وعدم ضلوعه.

وأكد العياصرة أن موقف الكونغرس الآن وبعد الاستماع لهاسبل يحطم هذه الفكرة، ويثبت أن هناك دليلا دامغا وقويا على تورط بن سلمان في اغتيال خاشقجي.

بينما اعتبر لورانس أن بومبيو وماتيس سعيا بشهادتهما أمام الكونغرس للتلاعب بالألفاظ واستبعاد وجود أدلة دامغة، في محاولة للتستر على بن سلمان، وهي الحيلة التي لجا إليها ترامب بتصريحاته.

وفيما يتعلق باحتمال عرض ملف خاشقجي أمام محكمة دولية، استبعد عياصرة هذا الأمر تماما، مؤكدا أن ترامب لن يسمح مطلقا بتدويل القضية، لأنه يدرك أن الكونغرس يحضر له ملفات أخرى تهدد مستقبله السياسي.

في هذا السياق أشار عياصرة إلى تحقيقات روبرت مولر بخصوص نزاهة الانتخابات الرئاسية، وكذلك الملف الذي يجهزه الديمقراطيون الخاص بالعلاقات التجارية بين صهر ترامب ورجل الأعمال جاريد كوشنر وولي العهد السعودي.

كما عبر عن قناعته بأن ترامب سوف يسعى للتستر على بن سلمان لآخر لحظة، ولكنه سيتخلى عنه عندما يشعر بأن الخناق يضيق عليه أمام الملفات الأخرى التي بيد الكونغرس، وعندها سيحسم الصراع لمصلحة المؤسسة التشريعية.

ونوّه عياصرة باستخدام السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام هذا الأسلوب الذي يستخدمه ترامب في دفاعه عن بن سلمان، وهو التذرع بالحفاظ على مصالح أميركا، حيث إن غراهام اعتبر أن بقاء بن سلمان يهدد مصالح أميركا،

واتفق الضيفان على أهمية العلاقة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والسعودية، لكنهما ذهبا لتأكيد أن ترامب سيرضخ بالنهاية لرأي المشرعين، ويفصل بين السعودية وبن سلمان الذي تسبب بسياساته بحرج كبير للولايات المتحدة.

من جهة أخرى، قالت هيومن رايتس ووتش إن على تركيا تقديم طلب رسمي إلى الأمين العام للأمم المتحدة لإجراء تحقيق دولي ومستقل في قضية قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي قبل أكثر من شهرين.

واعتبرت المنظمة الحقوقية في بيان نشرته الخميس على موقعها الإلكتروني، أن إجراء تحقيق دولي تحت سلطة الأمين العام سيكون له التفويض والمصداقية والحيثية من أجل الضغط على المسؤولين والشهود والمشتبه فيهم بالسعودية للتعاون مع طلبات الحصول على حقائق ومعلومات عن جريمة القتل التي وقعت في إسطنبول في 2 أكتوبر/تشرين الأول 2018.

وذكرت أن هذا التحقيق هدفه المساعدة في اختراق الجهود الرامية إلى حماية المسؤولين السعوديين والتشويش على الحقيقة.

وقالت المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في "هيومن رايتس ووتش" سارة ليا ويتسن إن "على الحكومة التركية تعزيز دعوتها إلى إجراء تحقيق دولي في مقتل جمال خاشقجي من خلال إضفاء الطابع الرسمي عليه برسالة رسمية إلى الأمين العام".

وأضافت "يتمتع تحقيق تُجريه الأمم المتحدة بأفضل فرصة لدفع السعودية إلى تقديم الحقائق والمعلومات المطلوبة عن الدور المحدد لمحمد بن سلمان في جريمة القتل هذه، وهي معلومات غير متاحة إلا من مصادر في السعودية".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!