ترك برس

حذر دبلوماسي إسرائيلي سابق من أن تعزيز الوجود التركي في كل من السودان والصومال عبر الاتفاقيات العسكرية والاقتصادية يمكن أن يتحول إلى تهديد لحرية الملاحة في منطقة البحر الأحمر، لافتا إلى أن القاهرة والرياض لا تستطيعان مواجهة الوجود التركي لأنهما متورطتان في صراعات أخرى.

وفي مقال نشرته صحيفة جيروزاليم بوست، كتب السفير الإسرائيلي السابق في القاهرة ورومانيا، تسفي مزائيل، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يستخدم السودان لوضع موطئ قدم على البحر الأحمر إلى جانب خطته الكبرى لجعل تركيا قوة إقليمية وإعادة مجد الإمبراطورية العثمانية، وهي سياسة بدأ تنفيذها بمجرد توليه السلطة.

وأضاف مزائيل أنه منذ زيارة أردوغان الأولى للخرطوم في عام 2006، عندما كان رئيساً للحكومة، أصبحت العلاقات بين البلدين أكثر دفئاً. وقدمت أنقرة الدعم الاقتصادي الذي كانت السودان في أمس الحاجة إليه عندما فرضت الولايات المتحدة عقوبات على الخرطوم، وفي العقد الماضي استثمرت الشركات التركية مئات الملايين من الدولارات في السودان.

واستعرض الدبلوماسي الإسرائيلي أوجه التعاون بين أنقرة والخرطوم خلال السنوات القليلة الماضية، ومن بينها إقامة شركة مشتركة للزراعة وتربية المواشي في السودان تمتلك المديرية العامة للشركات الزراعية في تركيا 80٪ من أسهمها والسودان 20٪. وتكليف شركة تركية بإنشاء مطار الخرطوم الجديد بتلكفة 1.5 مليار دولار وغيرها من المشروعات.

ولفت إلى أن هناك انعكاسات دولية مهمة للتعاون بين أنقرة والخرطوم، فبسبب علاقاتها الوثيقة مع تركيا، خفضت السودان بشكل ملحوظ من مشاركتها في التحالف العربي بقيادة السعودية ضد الحوثيين في اليمن. في الوقت نفسه طورت السودان علاقاتها مع قطر التي بلغت استثماراتها في السودان 3.5 مليار دولار في عام 2017.

وأشار إلى إن تركيا لم تكتف بتعزيز وجودها في السودان فحسب، بل أقامت قاعدة عسكرية في الصومال افتتحت في تشرين الأول/ أكتوبر 2017  بهدف تدريب الجيش الصومالي، وذلك قبل عام من إنشاء قاعدة عسكرية تركية مماثلة في قطر لحمايتها من أي غزو محتمل قد تقوم به دول التحالف الذي تقوده السعودية.

وقال مزائيل إن مصر والسعودية غير راضيتين عن الوجود التركي في السودان والصومال وتعزيز التحالف التركي القطري السوداني، لكن لا يمكنهما التعامل مع تركيا في هذه المرحلة أو مواجهتها لأنهما متورطتان في صراعات أخرى، حيث تركز السعودية على تهديد إيران والحرب اليمنية، كما لم تستطع مصر القضاء على الإرهاب في سيناء، وتخشى من تدهور علاقاتها مع السودان.  

وختم مزائيل مقاله بالقول بأنه على الرغم من أن الرياض والقاهرة تتصرفان بحذر حتى الآن، فإن هناك إمكانية حقيقية لتفاقم الأوضاع الإقليمية التي من شأنها أن تتوسع بسرعة في الشرق الأوسط بأكمله.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!