SURİYE GÜNDEMİ

ترك برس

نشرت وكالة تركية تقريرًا يوضح طبيعة المناطق التي يسيطر عليها "حزب الاتحاد الديمقراطي" (PYD)، وذراعه العسكري "وحدات حماية الشعب" (YPG)، مدوعومًا من الولايات المتحدة الأمريكية شمالي سوريا.

وقالت وكالة الأناضول الرسمية إن "PYD"، وهو الذراع السوري لتنظيم "حزب العمال الكردستاني" (PKK) المحظور، يواصل مساعيه لإنشاء دولة في منطقة شرق الفرات، التي أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، عزم بلاده إطلاق حملة عسكرية نحوها.

ويشكل سيطرة التنظيم على هذه المنطقة التي تضم أهم موارد سوريا من الطاقة، والزراعة، و المياه، بالإضافة إلى مئات المسلحين، التابعين له، خطراً يتزايد يوما بعد يوم.

وبعد إعلان أردوغان الأربعاء، عزم بلاده إطلاق حملة عسكرية في غضون أيام لتخليص منطقة شرق الفرات في سوريا من (PKK) الانفصالي، توجهت الأنظار إلى المنطقة.

وتمتلك منطقة شرق الفرات المحتلة من قبل "PYD" حدودا مع تركيا يبلغ طولها 480 كيلو مترا، تفصلها عن ولايات "أورفا" و "ماردين" و "شرناق" جنوبي تركيا.

و تبلغ المساحة الممتدة من الضفة الشرقية لنهر الفرات في سوريا وحتى حدود العراق 45 ألف كيلو متر مربع. وبحسب قياسات خريطة الأناضول، فإن المساحة المذكورة الخاضعة لسيطرة التنظيم تشكل نحو ثلث مساحة سوريا الإجمالية.

وبدأ انتشار "PYD / PKK" في شرق الفرات في عام 2014 من خلال الدعم الجوي وكميات السلاح الكبيرة، الذي قدمته الولايات المتحدة للميليشيات في معاركها مع تنظيم "داعش".

وعكف التنظيم منذ سيطرته على مساحات واسعة شرق الفرات إلى تهجير سكانها العرب بشكل أساسي، إلى جانب بقية المكونات من تركمان وأكراد وسريان، حيث بلغ عدد من هجرتهم المنظمة من مدنهم وقراهم وبلداتهم مليون و 700 ألف شخص بحسب أرقام المجلس الأعلى للعشائر والقبائل السورية.

ويهدف التنظيم من خلال هذا التهجير إلى تسهيل السيطرة عليها وبالتالي تسهيل سعيه لإنشاء دولة في المنطقة قائمة على أساس الكيان الإثني، كما تمنع عودة الناس في المناطق التي انسحب منها داعش.

و تشكل عين العرب ( كوباني) و الرقة، وتل أبيض و الطبقة والحسكة وقامشلي، وعامودا، ورأس العين، والأجزاء الشمالية من محافظة دير الزور، أهم المناطق الآهلة التي يسيطر عليها التنظيم، حيث ما زال العرب يشكلون 70 % من إجمالي عدد السكان.

استولى (PYD / PKK) على أغنى موارد الطاقة في سوريا، بدعم من الولايات المتحدة تحت مسمى الحرب على داعش.

وكان التنظيم قد سيطر في 23 أيلول/ سبتمبر 2017 على حقل كونكو أكبر مصنع للغاز في ريف محافظة دير الزور الغنية بالنفط، كما سيطر على حقل جفرة للنفط في تشرين الأول/ أكتوبر من عام 2017،

في 22 من نفس الشهر سيطر على أكبر حقل للنفط في سوريا وهو حقل العمر النفطي. وفي بعض المناطق يتعاون التنظيم مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد لاستخراج وبيع النفط.

بحسب حسابات خريطة الأناضول، فإن "PYD" يسيطر على 30 ألف كيلو متر مربع من الأراضي الزراعية، وهو ما يشكل نسبة 60 بالمئة من الأراضي الزراعية.

كما أن توفر المياه سيمكن التنظيم من الوقوف على قدميه في حال تمكن من إنشاء الدولة التي يسعى إليها.

وسيطر "PYD" خلال الفترة الممتدة بين كانون الثاني/ ديسمبر 2015 وحزيران/ يونيو 2017 على أكبر 3 سدود في سوريا.

والسدود هي: سد تشرين شرقي حلب، وسد الطبقة، وسد البعث غربي الرقة، حيث توفر هذه السدود 70 بالمئة من احتياجات البلاد من الكهرباء، بالإضافة للموارد المائية الهائلة.

بالرغم من حصر تنظيم داعش الإرهابي في مساحة صغيرة جدا في دير الزور شرقي سوريا، واقتراب نهايته إلا أن الدعم الأمريكي لـ"PYD" يتصاعد، حيث بدأ تنفيذ خطة لإنشاء جيش نظامي كمظلة للتنظيم.

وكانت قيادة أركان الجيش الأمريكي أعلنت في وقت سابق، أنها دربت 20 بالمئة من قوة يرونها ضرورية، عددها المحتمل بين 35 إلى 40 ألف عنصر في المنطقة المحتلة من قبل "PYD".

كما أعلنت وزراة الدفاع الأمريكية قبل أشهر عن نيتها تشكيل ما يسمى "حرس حدود" من عناصر التنظيم.

ومؤخرا، قامت الولايات المتحدة بإنشاء نقاط مراقبة في منطقة شرق الفرات، لحماية التنظيم مما وصفوها بـ"التحرش" التركي، حسب قول مسؤوليين أمريكيين.

وأفادت مصادر أمنية تركية أن الولايات المتحدة أسست نقاط المراقبة لحماية التنظيم ضد تركيا مضيفةً "بهذا الشكل تهدف الولايات المتحدة إلى حماية (PYD / PKK) من تركيا، على المدى القصير، عبر هذه النقاط، وعلى المدى الطويل تقوم بإنشاء جيش نظامي من عناصر التنظيم وجعلهم قوة باقية بشكل دائم في المنطقة".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!