سردار تورغوت – صحيفة خبر تورك – ترجمة وتحرير ترك برس

كما تعلمون، بعد آخر محادثة هاتفية بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الأمريكي، لم يصدر بيان عن البيت الأبيض، على خلاف ما جرت عليه العادة.

هذا ليس بالحدث الطبيعي، لأن الصمت جاء نتيجة جدل بين أروقة الإدارة الأمريكية عقب المحادثة الهاتفية مباشرة.

ما أن اختتم الزعيمان الاتصال، حتى بدأت مجموعة من المسؤولين في واشنطن بالضغط من أجل إصدار بيان شديد اللهجة تجاه تركيا.

أنصار التشدد ضد تركيا

تتكون المجموعة المذكورة في معظمها من صقور الإدارة تجاه إيران. أعضاء المجموعة، ومن بينهم مستشار الأمن القومي جون بولتون، يعتقدون أن كيانًا كرديًّا في المنطقة يمكن أن يكون وسيلة ناجعة في وجه إيران وميليشياتها.

وبالمناسبة فإن الممثل الخاص إلى سوريا جيمس جيفري هو أفضل من يعرف ويفهم تركيا في الإدارة الأمريكية، لكن علينا أن نعلم بأنه أيضًا من الصقور تجاه إيران، مع تفهمه قلق تركيا تجاه الكيان الكردي.

على الرغم من أنه تحدث مع أردوغان بشأن العمل بالتنسيق بين البلدين في سوريا إلا أن ترامب وافق، عقب المحادثة الهاتفية، على إصدار بيان شديد اللهجة بخصوص تركيا.

وأنصار الاعتدال

لكن تدخلت مجموعة أخرى من المسؤولين داخل إدارة ترامب ترى أن إصدار بيان شديد اللهجة تجاه تركيا في هذا الوقت لن يخدم سوى المصالح الروسية.

وهؤلاء يعتقدون أن روسيا تضع منذ مدة استراتيجيات ترمي إلى دفع تركيا والولايات المتحدة إلى مواجهة مع بعضهما في المنطقة.

تتحرك هذه المجموعة بموجب التقارير الاستخباراتية الواردة إلى واشنطن، وتعتبر أن ابتعاد تركيا عن الولايات المتحدة واقترابها من روسيا يخالف المصالح الأمريكية في العالم من جهة، ويعني ترك رسم مستقبل سوريا لروسيا بشكل أكبر من جهة أخرى.

بدأت الأصوات تتعالى أكثر في واشنطن من جانب من يعتقدون أن النقاش سيبدأ قريبًا حول المستقبل السياسي والدستور الجديد في في سوريا، ويرون أن من غير الممكن ترك جميع الأوراق بيد روسيا وتركيا عندما يحل ذلك اليوم.

بعض الشخصيات من هذه المجموعة عبرت بشكل أقوى، خلال اليومين الماضيين، عن رأيها بأنه ليس من الصواب إصدار البيت الأبيض بيانًا شديد اللهجة.

المعرفة تمنح القوة

في نهاية المطاف، عدل أنصار التشدد حاليًّا، على الرغم من إصرارهم على موقفهم، عن مواصلة ضغوطهم، ولهذا لم يصدر البيان المنتظر.

بينما تسير تركيا بعزيمة في الطريق الصحيح، ليس من الصواب تجاهل التطورات الجارية في واشنطن تمامًا، وقد يكون ذلك مخالفًا لمصالح الولايات المتحدة. ولأنه من الضروري معرفة ما يدور هنا في واشنطن كتبت هذا المقال.

الولايات المتحدة ما تزال بعيدة كل البعد عن وضع استراتيجية متوازنة بشأن سوريا. وهناك الكثير من المجموعات غير المتفاهمة داخل الإدارة تتجادل فيما بينها.

عن الكاتب

سردار تورغوت

كاتب في صحيفة خبر ترك


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس