ترك برس

أشارت تقارير إعلامية تركية إلى استكمال الجيش التركي استعدادته من أجل إطلاق الحملة العسكرية ضد ميليشيات "حزب الاتحاد الديمقراطي" (PYD)، وجناحه المسلح "وحدات حماية الشعب" (YPG)، شرقي نهر الفرات شمالي سوريا.

** استراتيجية عسكرية جديدة

وذكرت صحيفة "حرييت" التركية، في مقال للكاتب عبد القادر سيلفي، أن تراجع تركيا عن إطلاق العملية شرقي الفرات لم يعد أمرًا واردًا بعد صدور القرار النهائي، وأن خطة العملية قد وُضعت والقوات التركية "تنتظر الآن ضغطة الزر".

وأكّدت الصحيفة أن الجيش التركي حدّد 150 نقطة تابعة للميليشيات الإنفصالية التي تتبع لتنظيم "حزب العمال الكردستاني" (PKK) المحظور، بينها مخافر ونقاط تفتيش وأبراج مراقبة.

وشدّدت على أن القوات التركية سوف تتبع خلال العملية المرتقبة استراتيجية مختلفة عن عمليتي "درع الفرات" و"غصن الزيتون"، وستكون "مباغتة" في ساعات الصباح.

وتابعت الصحيفة التركية: "استكملت الاستعدادات من أجل العملية في شرقي الفرات، وهي تتأخر قليلًا من أجل تحقيق التنسيق التام من الولايات المتحدة".

** الأولوية لتدمير الأنفاق وأبراج المراقبة

في السياق، قالت صحيفة "يني شفق" التركية، إن قائد الجيش التركي الثاني الجنرال إسماعيل متين تمل، سيكون قائد عملية شرق الفرات وصاحب الأمر فيها، وهو نفسه الذي تولى قيادة عملية "غصن الزيتون" في عفرين، مطلع العام الجاري.

ونقلت الصحيفة عن مصادر عسكرية، قولها إنّ عملية "شرق الفرات" ستجري وفق خطة محكمة تبدأ بضرب أهم الأهداف، وتتمثل هذه الأهداف في؛ أبراج المراقبة قرب الحدود التركية والتي بدأت القوات الأمريكية مغادرتها وتسليمها لتنظيم "PYD" الذراع السوري لمنظمة "PKK" الإرهابية. ومن ناحية أخرى؛ ضرب الأنفاق التي قام التنظيم بحفرها طيلة الفترة الماضية، والتي قال أردوغان عنها "سندفنهم في داخل تلك الأنفاق".

وحسب الخطة المعلنة حتى الآن، فإن القوات التركية ستقوم بضرب تلك الأهداف جوًّا ومن ثمّ ستنطلق القوات البرية لتنظيف المنطقة.

من جانب آخر فإن عناصر تنظيم "PYD" الإرهابيّ، من المحتمل أن تعمل على تفجير تلك الأنفاق والحفر الكبيرة المليئة بالمتفجرات، خلال عبور القوات التركية الشريط الحدودي نحو شمال شرق سوريا، ولذلك فإن المدرّعات المضادة للألغام والمتفجرات ستوفر عبورًا آمنًا للقوات التركية.

ووفقًا للصحيفة، فإنّ ما بين 23 إلى 24 ألف جندي تركي إضافة لعناصر الجيش السوري الحرّ، سيعبرون الحدود لدخول المناطق التي يسيطر عليها "PYD" شرقي الفرات.

وحسب تصريح قائد عسكري في السوري الحرّ، فإنّ وحدات الجيش السوري الحرّ المتمركزة في إدلب، سيكون دورها عند استقدام تعزيزات إلى مناطق شرق الفرات خلال العملية.

من جهة أخرى، قالت صحيفة "ديلي صباح" التركية، إن المعركة ستكون معقدة كسائر المعارك التي تحدث على الأرض السورية، بسبب تعدد الأطراف المتقاتلة، لكن تركيا ستكسبها بفضل التنسيق العالي بين القوات التي ستشارك في العملية.

** الفصائل السورية مستعدة للمشاركة في العملية

أكد الناطق الرسمي باسم "الجبهة الوطنية للتحرير" التي تعد أبرز فصائل إدلب، ناجي مصطفى، مشاركة فصيله في العملية الوشيكة ضد وحدات حماية الشعب (YPG) شرق الفرات.

وحسب صحيفة "عربي21" الإلكترونية، أعلن مصطفى، عن دعم "الجبهة الوطنية للتحرير" للعملية العسكرية لـ"تحرير المناطق السورية من احتلال المليشيات الإرهابية (PYD- PKK)".

وأوضح مصطفى أن لدى فصائل "الجبهة الوطنية للتحرير" قطاعات متواجدة في عفرين والشمال السوري (غصن الزيتون، درع الفرات)، وبالإمكان مشاركتها".

وفي المقابل، شدد مصطفى على حفاظ فصيله على الانتشار على جبهات إدلب، بشكل كبير، وعلى جاهزية فصيله لصد أي هجوم محتمل على إدلب من النظام السوري.

و"الجبهة الوطنية للتحرير" التي أعلن عن تشكيلها بدعم تركي، في أيار/ مايو الماضي، تعد القوة الأكبر في إدلب، حيث يصل عدد مقاتليها إلى نحو 25 ألف مقاتل.

وقبل يوم واحد من تهديدات تركيا، كان "الجيش الوطني" الذي شكلته المعارضة شمال حلب، أعلن أنه سيدعم أي عملية عسكرية تعتزم أنقرة إطلاقها ضد تنظيم "ي ب ك/ بي كا كا" شرقي نهر الفرات.

وأشار البيان أن الجيش الوطني سيشارك في عملية الجيش التركي لتحرير شرقي الفرات من "YPG / PKK".

وجاء في البيان: "نحن في الجيش الوطني السوري عقدنا العزم، واتخذنا قرار المشاركة جنبا إلى جنب مع إخوتنا في الجيش التركي لخوض معركة التحرير في شرق الفرات والتي تهدف لدحر عصابات (YPG / PKK)".

ويبدو أن فصائل المعارضة، بإعلاناتها هذه، قطعت الطريق على التهديدات الأمريكية الموجهة لها في حال مشاركتها تركيا في العملية الوشيكة شرق الفرات.

وسبق أن قال المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، إبراهيم قالن، إن أنقرة لن تبقى مكتوفة الأيدي "حيال تأسيس دولة على حدودها من قبل امتداد منظمة (حزب العمال الكردستاني) الإرهابية الانفصالية في سوريا".

وأضاف قالن، خلال مشاركته في ندوة في الدوحة: "سنتخذ كل التدابير اللازمة من أجل سلامة حدودنا، ليس من أجل مصلحتنا فحسب، بل من أجل وحدة الأراضي السورية أيضا".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!