ترك برس

نشر موقع ميدل إيست آي البريطاني مقالا للمحلل السياسي التركي، يوسف إيريم، تساءل فيه عن الأسباب التي تجعل العملية العسكرية التركية المرتقبة ضد ميليشيا وحدات حماية الشعب الكردية شرقي نهر الفرات ستعيد تشكيل المنطقة.

ويبدأ الكاتب مقاله بالتأكيد على أن القلق التركي من التطورات على حدودها مع سوريا والخوف من تشكيل دويلة تابعة لوحدات حماية الشعب في شمال شرق سوريا له ما يبرره، وخاصة بعد تجربة الميليشيات الكردية في شمال العراق.

وأوضح الكاتب إن أنه بعد إقامة منطقة حظر الطيران في عام 1991 في شمال العراق سمح للبيشمركة الكردية بأن تتأسّس في المنطقة، وهو ما حدث بعد ذلك في سوريا مع إقامة خط الفصل في شمال شرق سوريا الذي أعطى وحدات حماية الشعب فرصة للاستقرار في المنطقة.

وأضاف أن الأكراد في شمال العراق تمكنوا فيما بعد  من تحقيق الحكم الذاتي دون إثارة رد فعل تركي قوي من خلال النجاح في الابتعاد عن حزب العمال الكردستاني الإرهابي، حتى أصبحوا شريكًا تجاريًا مهما لأنقرة. لكن وحدات حماية الشعب التي يعترف بها كثير من المسؤولين الأمريكيين هي الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني، وتواصل تبني الأيديولوجية الإرهابية لحزب العمال.

وتطرق الكاتب إلى أسباب تأخير العملية العسكرية التركية ضد الميليشيات الكردية، ومن بينها التأخير المستمر في تنفيذ الدوريات المشتركة بين الولايات المتحدة وتركيا المتفق عليها، إلى جانب استمرار وجود وحدات حماية الشعب في منبج والأنباء التي تشير إلى قيام واشنطن بإنشاء مراكز مراقبة على طول الحدود بين تركيا وسوريا.

ومن الأسباب الأخرى التي دفعت تركيا إلى تأخير توغلها في شمال شرق سوريا، أن وحدات حماية الشعب، بوصفها عنصراً رئيسياً في قوات سوريا الديمقراطية، كانت تقاتل داعش، وأن أنقرة لم ترغب في إعاقة جهود التحالف الأمريكي لتحييد المنظمة الإرهابية.

ولكن في الوقت الحالي ومع إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن داعش قد هُزمت، تعتقد أنقرة أن التوقيت مناسب للتعامل مع أكثر مخاوفها الأمنية إلحاحا.

السيناريو الأسوأ

ويشير الكاتب إلى أنه في حال حدوث صدام بين تركيا الحليف في حلف شمال الأطلسي والميليشيات الكردية حليف واشنطن في سوريا، سيكون على البيت الأبيض اتخاذ قرار حاسم: هل سيقف ترامب إلى جانب أردوغان ويسمح لتركيا بتحييد العناصر التي تعتبرها تهديدًا أمنيًا، أم أنه سيحمي وحدات حماية الشعب ويخلق عقبة هائلة لتركيا، وهو ما قد يؤدي إلى قطيعة لا يمكن إصلاحها بين البلدين.

وأردف أن  الوجود الأمريكي في المنطقة يشكل تعقيدات بالنسبة لتركيا. فمع وجود حوالي 2000 جندي أمريكي و20 قاعدة عسكرية في المنطقة، فإن عملية عسكرية واسعة تواجه خطر مواجهة عرضية بين القوات الأمريكية والتركية - وهو السيناريو الأسوأ الذي تريد كل من واشنطن وأنقرة تجنبه بأي ثمن.

وخلص في ختام مقاله إلى أن الكرة الآن في ملعب ترامب، لأن رد واشنطن قد لا يشكل فقط مستقبل العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا، ولكن أيضا التركيبة الإقليمية والتركيبة السكانية للمنطقة لعقود.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!