ترك برس

حذر تقرير لمعهد بروكينغز الأمريكي للبحوث والدراسات، الإدارة الأمريكية من التخلي عن الشراكة الاستراتيجية مع تركيا بسبب إصرارها على شراء منظومة الدفاع الصاروخي الروسية المتطورة إس 400، مشيرا إلى أن العلاقات بين موسكو وأنقرة ستبقى أبعد ما تكون عن الشراكة الحقيقية.

وقال التقرير الذي أعده الخبير في الشأن التركي، كمال كيريشجي، إن العلاقات التركية الأمريكية تتمتع حاليا بتحسن ملحوظ إلى حد ما، بعد حل أزمة القس الأمريكي أندرو برونسون والحوار الأخير لحل الخلافات حول التعاون الأمريكي مع ميليشيات وحدات حماية الشعب الكردية في شمال سوريا، ويبقى فقط قضية إصرار تركيا على شراء صواريخ إس 400 الروسية.

وأضاف أن من بين المشاكل التي يمكن أن تحدث استبعاد تركيا من برنامج  طائرات F-35، بل لقد جادل بعض الخبراء أخيرا بأن تركيا ليست شريكاً استراتيجياً قيماً، وأن على الرئيس ترامب أن يتخلى عن التحالف الأمريكي التركي. في لحظة لا تزال العلاقة فيها هشة.

ورأى أن الاختلافات بين واشنطن وأنقرة بشأن هذه القضية وبشأن سوريا هي إشكالية. ولكن في المقابل من المهم الاعتراف بأن العلاقات التركية الروسية بعيدة كل البعد عن أن تكون شراكة استراتيجية حقيقية.

وأوضح أن التقارب الأخير بين روسيا وتركيا يرجع في الغالب إلى التحديات التي يوجدها عدم الاستقرار في سوريا للأمن القومي التركي. لكن على الرغم من الجهود الحالية في أنقرة من أجل تعميق العلاقات الروسية التركية والتغاضي عن الخلافات، فإن روسيا كانت تقليديا منافسة جيوسياسية لتركيا.

وتابع أن من المرجح أن يكون التنافس الجيوسياسي مع روسيا أو التغاضي عنه في كثير من الأحيان،هو أحد الأسباب الرئيسية وراء إدراج أنقرة لأوكرانيا وجورجيا وأذربيجان كشركاء استراتيجيين، بينما يُشار إلى روسيا بوضفها شريكا تجاريا رئيسيا فقط.

وفيما يتعلق بأسباب التقارب بين أنقرة وموسكو بعد حادثة إسقاط الطائرة الروسية في تشرين الثاني/ نوفمبر 2015، لفت الكاتب إلى أنه عندما وقعت هجمات إرهابية داخل تركيا مصدرها من سوريا في عامي 2015 و2016، وظلت الولايات المتحدة تتجاهل دعوات تركيا لإقامة منطقة عازلة في شمال سوريا، برزت روسيا كشريك أنقرة الوحيد القابل للحياة.

وأردف أن التعاون الوثيق مع تركيا كان في صالح هدف روسيا الجيوسياسي في محاولة إبعاد تركيا عن حلف الناتو. وعلاوة على ذلك، ساعد هذا التعاون روسيا أيضاً على تخفيف بعض العبء العسكري لدعم نظام بشار الأسد عن طريق إقناع تركيا بإقناع المعارضة المعتدلة بدعم وقف إطلاق النار.

وعلى الرغم من أن تركيا تستفيد، كما يقول الكاتب، من تعاونها الحالي مع روسيا في سوريا، فإن أردوغان وبوتين يمتلكان على المدى البعيد مصالح متباعدة في سوريا. أولها أن روسيا تواصل دعم الأكراد السوريين واستضافت مكتب وحدات الحماية في موسكو منذ عام 2016 وهي الميليشيات التي تعدها تركيا جماعة إرهابية تابعة لحزب العمال الكردستاني، كما ترفض أنقرة رغبة موسكو في إدراج حزب الاتحاد الديمقراطي في اللجنة الدستورية.

ثانياً، من غير الواضح إلى متى ستتحمل روسيا وجود القوات التركية في سوريا. فقد أعلن بوتين في عدة مناسبات وبوضوح أنه يريد من جميع القوات الأجنبية مغادرة سوريا في نهاية المطاف، خاصة أولئك الذين لم يتلقوا دعوة من "الحكومة السورية".

ثالثًا، أن وقف إطلاق النار في  إدلب هش للغاية، ولن يكون مفاجئأ أن تعطي موسكو الضوء الأخضر لقوات النظام والميليشيات المدعومة من إيران لشن حملة عسكرية على إدلب، إذا لم يتم القضاء على الجماعات المتطرفة في المدينة.

وإذا تحولت إدلب إلى ساحة المعركة التالية في سوريا، فإن تركيا تواجه مخاطر أزمة أخرى للاجئين تترتب عليها عواقب إنسانية وخيمة وتهديدات محتملة لاستقرار تركيا وأمنها القومي.

وأخيراً، ستواصل أنقرة وموسكو الاختلاف حول مستقبل رئيس النظام السوري بشار الأسد، حيث يواصل أردوغان، على عكس بوتين، التفكير في مستقبل سوريا بدون الأسد.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!