سامي كوهين – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس

ليس من المفاجئ أن نستيقظ ذات صباح هذه الأيام على نبأ بدء الجيش التركي عملية عسكرية في شمال سوريا، شرقي الفرات.

بعد الإعلان الواضح من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأربعاء الماضي، أصبح انطلاق العملية مسألة وقت.

التصريحات الرسمية تجدد التأكيد على عزم أنقرة في هذا الخصوص، وتنقل الأخبار آخر التفاصيل حول التحضيرات العسكرية، فيما تقدم التلفزيونات تحليلات حول الموضوع.

تابع الشارع التركي العمليتين السابقتين لجيش بلاده في شمال سوريا (درع الفرات وغصن الزيتون) بحماس، وينتظر هذه العملية الثالثة بالمشاعر نفسها.

مما لا شك فيه أن لهذه العملية خصوصياتها، ومن أهمها مساحة الأرض التي ستجري عليها وطبوغرافيتها وطبيعتها الديموغرافية، والقوة البشرية والأسلحة، والوجود السياسي والعسكري للولايات المتحدة.

تزيد هذه العوامل، كما يؤكد الكثير من المحللين، من احتمال أن تكون العملية الثالثة أصعب وتستمر لمدة أطول من سابقتيها.

منطقة خطيرة

سيطرت وحدات حماية الشعب على منطقة شرق الفرات بعد اندلاع الحرب السورية، وأسست عليها كانتونات كبيرة ومستقلة. كما أنشأت جيشًا كبيرًا، تعداده 60-70 ألف شخص بحسب البعض، بدعم أمريكي.

تعتبر أنقرة أن تقويض الكيان السياسي والعسكري في شرق الفرات شرطًا لا مندوحة عنه لإزالة التهديدات الإرهابية لوحدات حماية الشعب، التي تعتبرها تركيا فرع بي كي كي في سوريا. ولهذا فإن الهدف من العملية على هذه الجبهة هو "مواصلة القتال حتى سقوط آخر إرهابي".

انطلاقًا من هذا التصور، كان من الممكن أن تطلق تركيا بمبادرة ذاتية حملة تطهير، لولا وضع واشنطن العراقيل.. فوجود الولايات المتحدة ودعمها وحدات حماية الشعب لم يتح الفرصة أمام تركيا.

غير أن التصريح الأخير لأردوغان وجه رسالة مفادها أن أنقرة لن تنتظر بعد الآن، وسوف تتصرف بمفردها.

المسألة الآن هي كيف ستتصرف واشنطن تجاه العملية التركية. هل يمكنها محاولة عرقلة حركة المقاتلات التركية استنادًا إلى سيطرتها الجوية على المنطقة؟ (روسيا فتحت المجال الجوي الخاضع لسيطرتها أمام المقاتلات التركية في غصن الزيتون).

سيناريو كارثي

ما تأمله تركيا هو أن تتجنب الولايات المتحدة التصرفات التي من شأنها إثارة اشتباك بين البلدين الحليفين على الجبهة السورية. هذا سيكون كارثة للجانبين والناتو أيضًا.

تتواصل الجهود الدبلوماسية المكوكية بصمت في هذه المسألة. فهل من الممكن التوصل إلى صيغة لا تتدخل الولايات المتحدة بموجبها في العملية التركية؟ أو إنهاء وجود وحدات الحماية في المنطقة أو تحييد التهديد الإرهابي في المنطقة بطريقة ما؟

الوقت أصبح ضيقًا جدًّا، والساعات القادمة ستكون فاصلة..

عن الكاتب

سامي كوهين

كاتب في صحيفة ملييت


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس