ترك برس

كشفت شبكة الجزيرة القطرية عن بدء القوات الأميركية والفرنسية بالاستعداد لمغادرة نقاطها العسكرية في منطقة "منبج" السورية على خلفية قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، سحب قوات بلاده من سوريا.

وقالت الجزيرة في تقرير إن منبج الواقعة شرق محافظة حلب تقف على صفيح ساخن إزاء التطورات السياسية والميدانية في شمالي شرقي سوريا بعد إعلان ترامب سحب قواته منها.

وأشارت إلى أن المدينة التي كانت محور الخلاف والاتفاق التركي "تنتظر تطورات مستقبلية متسارعة".

ونقلت عن مصدر عسكري من "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) قوله إن القوات الأميركية والفرنسية التي تقيم بمدينة منبج ومحيطها نقاطا عسكرية عدة، بدأت بالاستعداد لمغادرتها.

وتشكل ميليشيات "وحدات حماية الشعب" (YPG)، الذراع السوري لتنظيم "حزب العمال الكردستاني" (PKK) المحظور، العمود الفقري لـ"قوات سوريا الديمقراطية" المدعومة من الولايات المتحدة.

وحسب الجزيرة، أشار المصدر – الذي فضل عدم ذكره اسمه – إلى أن القوات الأميركية والفرنسية جلبت شاحنات وعربات مختلفة لنقل معداتها من النقاط العسكرية في منبج.

وأضاف المصدر العسكري أن الضباط الأميركيين أبلغوهم بتحضيراتهم للمغادرة من المدينة نتيجة للقرار الذي أصدره ترامب، وكذلك تفاديا لمواجهة عسكرية مع القوات التركية التي تتأهب لدخول منبج.

وأوضح المصدر أن خروج قوات سوريا الديمقراطية من مدينة منبج "يقع ضمن اتفاق سري سابق حصل قبل نحو عامين في قاعدة أنجرليك بمدينة أضنة جنوبي شرقي تركيا".

وينص ذلك الاتفاق – بحسب المصدر – على إيقاف الاشتباكات بين قوات المعارضة المسلحة وقوات سوريا الديمقراطية في محيط منبج لمدة عامين، بهدف قيام الجانب الأميركي بتوطيد الأمن والاستقرار، ومنع دخول (YPG) إليها، والتي تعتبرها أنقرة الامتداد السوري لـ"(PKK).

وأكد المصدر على "وجود اتصالات مفتوحة مع الجانب التركي من قبل بعض قادة قوات سوريا الديمقراطية في منبج وشرق الفرات، وبخصوص المدينة والمراحل اللاحقة للتحرك التركي، وأن تفاهمات حقيقية حصلت بهدف عدم خوض عملية عسكرية ضدهم".

كما أكد "وجود اتصالات وتفاهمات مع فصائل الجيش الحر التي تستعد لدخول المدينة حيث جرت اجتماعات مكثفة سابقا برعاية تركية أميركية بين جميع الأطراف بمدينة منبج من أجل الخروج بجسم واحد يدير المدينة".

ويرى المحلل السياسي المقيم في تركيا حسن النيفي أن قرار ترامب بسحب قواته من سوريا يرتبط بعودة الحديث بجدية بالغة عن طرد قوات سوريا الديمقراطية من منبج، باعتبار أن القرار كان مقرونا برغبة واشنطن بعودة علاقاتها مع أنقرة إلى سياقها الصحيح، خاصة أن الحاجة إلى القوات الكردية توشك على الانتهاء.

ولكن من جهة أخرى – يضيف النيفي – فالأتراك يرون أن الأولوية العسكرية تقتضي منهم الدخول إلى مدينة تل أبيض لعزل عين العرب (كوباني) عن الحسكة والقامشلي، ثم تكون عملية تطهير منبج تحصيل حاصل.

أما السكان في منبج ومعظم سكان شرقي الفرات، فإن ما يقلقهم هو الخوف من أن تقوم القوات الكردية بتسليم تلك المدن والبلدات لقوات النظام، خاصة مع وجود اتصالات بينهما مؤخرا، وفق ما أفاد النيفي.

ويأتي تخوف أهال منبج من عودة النظام السوري إليها بعد تصريحات للناطقة باسم قوات سوريا الديمقراطية ليلى مصطفى بشأن عدم معارضتهم رفع علم النظام السوري فوق المباني الحكومية في منبج، وأنه لا يوجد أي مشاكل مع النظام، وأنهم يبحثون عن صيغة اتفاق معه.

وفي السياق، بدأت قوات النظام السوري التجمع في قرية تل أسود (25 كلم جنوب منبج) حيث شوهد نحو ألف مقاتل برفقة دبابات وآليات ثقيلة يرجح أنهم يستعدون لدخول مدينة منبج في اتفاق مع قوات سوريا الديمقراطية.

في المقابل، يحاول قادة الجيش الوطني التابع للحكومة المؤقتة المعارضة طمأنة الأهالي والعناصر المنضمين لقوات سوريا الديمقراطية من خلال تأكيدهم على رفض مبدأ الانتقام، وضرورة منع النظام السوري والإرهابيين من دخول المدينة، بحسب ما صرح به القائد في الجيش الوطني النقيب سعد أبو الحزم.

وأوضح أبو الحزم أن هدفهم الرئيسي هو بسط الأمن في المدينة، وإخراج الوحدات الكردية منها، وأن "تكون منبج وريفها رمزاً للتعايش المشترك والتسامح وتعزيز مقومات السلم الأهلي، وعدم التمييز بين المواطنين".

وأشار إلى إتمام كافة الاستعدادات لدخول المدينة وحشد أكثر من 10 آلاف مقاتل إذا لم تخرج قوات سوريا الديمقراطية بشكل سلمي.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!