روفيز حافظ أوغلو - ترند نيوز - ترجمة وتحرير ترك برس

إن إنشاء دويلات جديدة على أراضي الدول العربية هو خطة طويلة الأمد تتبناها بعض الدول الغربية التي تسترشد بالمبدأ القديم "فرق تسد". ومن بين هذه الدويلات التي يخطط لإنشائها على أراضي العراق، هي ما يسمى "كردستان" المستقلة.

جرت محاولات كثيرة لإنشاء ما يسمي بـ"كردستان" مستقلة. وعلاوة على ذلك، أجري استفتاء في الخامس والعشرين من أيلول/ سبتمبر من العام الماضي في منطقة الحكم الذاتي الكردي في شمال العراق للاستقلال، لم يعترف العالم بنتائجه. ويرجع السبب الرئيس في ذلك إلى حالة عدم الاستقرارالسائدة في العراق وسوريا.

وبعد ذلك، وبذريعة محاربة إرهابيي تنظيم "الدولة" بدأت الولايات المتحدة في دعم ميليشيا وحدات حماية الشعب وحزب الاتحاد الديمقراطي، الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني.

وفي الثاني عشر من ديسمبر الجاري وبعد أن أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن الجيش التركي سيشن عملية عسكرية جديدة في شمال سوريا لطرد الميليشيات الكردية. وبعد صدور هذا البيان بأربعة أيام، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب النصر على داعش في سوريا.

لقد صرحت السلطات التركية مراراً وتكراراً بأن سياسة واشنطن في سوريا محكوم عليها بالفشل، لكن الحقيقة هي أن الخطط الأمريكية ليست مقصورة على سوريا. فوفقا لما ذكرته قناة الحرة العراقية، فإن الولايات المتحدة ستقوم قريبا بسحب 2130 جنديا من سوريا وإرسالهم إلى أربيل.

وفي خضم الجدل الأمريكي التركي حول سوريا والدعم الأمريكي للميليشيات الكردية، تشهد أربيل نشاطا وحراكا في استقبال شخصيات سياسية رفيعة من دول غربية مختلفة. على سبيل المثال، في 17 ديسمبر، وصل وزير الخارجية الهولندي، ستيف بلوك، إلى أربيل، المركز الإداري للحكم الذاتي الكردي في العراق.

واستقبل بلوك الذي رافقه سفير هولندا لدى العراق، ماتثيس ولترز، ومجموعة من المستثمرين ورجال الأعمال، من قبل وزير الداخلية الكردي للحكم الذاتي كريم سنجاري ورئيس دائرة العلاقات الخارجية فلاح مصطفى بكر.

وقبل ذلك وفي الحادي عشر من ديسمبر وصل وزير الطاقة الأمريكي ريك بيري إلى أربيل لمناقشة قضايا الطاقة مع السلطات المحلية.

ومن بين الدول التي تتحرك بنشاط لتطوير العلاقات الاقتصادية مع  إدارة الحكم الذاتي الكردي في العراق، الصين والهند. وإذا كان الدستور العراقي ينص على أن منطقة الحكم الذاتي الكردي لها الحق في تطوير العلاقات مع البلدان الأخرى.، فإن السؤال الذي يطرح نفسه في الوقت الحالي: لماذا يحدث كل ذلك في خضم انسحاب القوات الأمريكية من سوريا؟

من الواضح أن جميع الأحداث الأخيرة تدلل على أن مسألة استقلال "كردستان" سوف يتم إدراجها عاجلاً أم آجلاً على جدول الأعمال، ولكن الأهم قبل ذلك ضرورة التغلب على الأزمة الاقتصادية في منطقة الحكم الذاتي.

من ناحية أخرى فإن حل النزاع في سوريا يستوجب حل المشكلة مع الميليشيات الكردية، وهو ما تتعامل معه تركيا بنجاح حتى الآن. وإذا كان القضاء على وحدات حماية الشعب وحزب الاتحاد الديمقراطي أمرا حيويا بالنسبة إلى تركيا، فإن علينا أن نتذكر أنه قبل "الاستفتاء"، كانت أربيل واحدة من حلفاء أنقرة المهمين.

وبِحَثّها أربيل على إجراء "استفتاء" في الاستقلال، حرمت الولايات المتحدة تركيا من أحد حلفائها الرئيسيين في المنطقة. لكن هذا لا يعني أن أنقرة ليست على دراية بالأحداث المتوقعة.

من غير المعروف كم من الوقت سيستغرق تطهير المناطق الشمالية لسوريا من الميليشيات الكردية، أو ما هي الجهود المطلوبة للتنمية الاقتصادية للحكم الذاتي الكردي في العراق.

وإذا أخذنا هذا كله في الحسبان، فإن أنقرة ستواصل بذل كل ما هو ضروري لإعادة أربيل إلى مجال نفوذها؛ لأن أنقرة تدرك تمام الإدراك أن قضية استقلال منطقة الحكم الذاتي الكردي في العراق ستوضع مرة أخرى على جدول الأعمال بعد تسوية الصراع في سوريا.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس