ترك برس

تناولت وسائل الإعلام الروسية على نطاق واسع أبعاد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، سحب قوات بلاده من سوريا، وإعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عزم بلاده إطلاق عملية جديدة ضد الميليشيات الانفصالية في سوريا.

ونقلت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية عن خبير المجلس الروسي للشؤون الدولية، تيمور أخميتوف، قوله إن "تركيا تعتزم أن تضع تحت سيطرتها المباشرة جانبي الحدود السورية التركية"، وفق وكالة (RT).

وأضاف أخميتوف: "في الوقت نفسه، فمن المستبعد أن تحاول تركيا الحصول على كامل شمال شرق سوريا بكل مشاكله. الحديث سيدور عن منطقة عازلة على طول الحدود. إذا حدث انسحاب أمريكي، يمكن للجيش السوري أن يأتي إلى بقية المنطقة".

واستبعد أخميتوف أن تكون روسيا "سعيدة بلعب دور في حل المشكلة بين تركيا والتشكيلات الكردية"، فقال: "بدلاً من ذلك، ستراقب روسيا الوضع دون تدخل ملحوظ ، وتشرح أولوياتها وموقفها لجميع الأطراف".

وأردف: "على أية حال، فإن المبادرة الكردية لدخول القوات الحكومية يجب أن تأتي من الأكراد أنفسهم، مع أخذ مخاوف تركيا  في الاعتبار".

من جهته، قال مدير مركز الدراسات الإسلامية بمعهد التنمية الابتكارية، كيريل سيمينوف، إن "نبرة ترامب تشير إلى أن الأمريكيين سوف يغادرون ببطء منسقين خطواتهم مع تركيا".

واعتبر سيمينوف أن "من الواضح أنهم في واشنطن يريدون عدم ترك فراغ بعد انسحابهم، إنما نقل حضانة شمال سوريا إلى حليفتهم في الناتو تركيا. وهذه خطوة معقولة".

وتابع: "المشكلة هي كيف سيتم تنفيذها على الأرض. كيف سترد قوات سوريا الديمقراطية على الأتراك؟ وهل سيحاول النظام شن عملية مضادة؟".

في سياق متصل، قال الكاتب دميتري بافيرين، في مقال بصحيفة "فزغلياد" الروسية، إن تركيا ستنتهج سياسة أكثر عدوانية بعد قرار ترامب، "الآن، سيتسع نطاق إبداع أردوغان المدمر".

وأضاف: "تم إنهاء التوازن الهش، والآن، يعتمد الكثير على كيفية تمكن موسكو من ضبط الطموحات التركية، التي يتمثل جوهرها في إخضاع جزء كبير من سوريا لنفوذها المطلق".

وأشار الكاتب الروسية إلى أن موسكو "بحاجة إلى الحفاظ على علاقات جيدة مع أنقرة، الأمر الذي يضيّق مجال المناورة".

بدوره قار كبير خبراء Gulf State Analytics ، تيودور كاراسيك، لصحيفة "غازيتارو"، إن خطوة ترامب التي من الواضح أنها توسع نفوذ تركيا في المنطقة "ورقة محتملة يمكن أن يلعبها البيت الأبيض ضد موسكو أو على الأقل استخدامها وفق طريقة العصا والجزرة في مسألة ما سيحدث لاحقا مع إيران".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!