ترك برس

قال الكاتب الصحفي والخبير التركي، حسن بصري يالتشين، إن أنقرة أمامها عدة سيناريوهات مختلفة لإدارة مرحلة ما بعد انسحاب القوات الأمريكية من شمالي سوريا، مؤكداً على ضرورة حفاظ الأتراك على التوازن هناك بين الأمريكان والروس، لتأمين حماية المكتسبات على مدى أطول.

وأضاف الكاتب في مقال له نشرته صحيفة "صباح" التركية، أن سحب واشنطن قواتها من سوريا سيكون له تأثيرات كبيرة. حيث سيتشكل هناك فراغ بمساحة ثلث سوريا، الأمر الذي سيخلق فرصاً جديدة. وعلى تركيا أن تدير الآن هذه المرحلة، على حد قوله.

وأشار "يالتشين" إلى أن ترامب يقف موقفاً قريباً من تركيا، ومن الممكن الخروج بحل مشترك، لا سيما وأن ترامب يرغب في خروج قوات بلاده بأقرب وقت من سوريا، وفي حال ساعدته أنقرة في ذلك، سيزداد قرباً منها وتعاوناً معهاً.

ولفت الكاتب إلى وجود أطراف أخرى على الساحة السورية، يجب أن تضعهم أنقرة بعين الاعتبار، وأبرزها روسيا وإيران.

وتابع: "لا شك أن موسكو تملك القوة الكافية لإفشال الخطط في سوريا. ويمكن القول إنها لا تستطيع إخفاء انزعاجها من التطورات الأخيرة، رغم محاولتها عدم إظهار ذلك. وهذا ما لاحظناه في ردود الأفعال الأولى لبوتين تجاه الانسحاب الأمريكي وتعاون أنقرة وواشنطن بهذا الشأن. حيث لا يصدّق بوتين بأن الأمريكان سينسحبون من سوريا، ولا يريد تصديق ذلك أصلاً."

وأردف: "استطاعت روسيا حتى اليوم بفضل التصرفات الأمريكية في سوريا، أن تكون من أهم الأطراف هناك ونجحت في سحب تركيا لصفها. أما الآن وقد ظهر بديل آخر لأنقرة تمثل في واشنطن، فقد قلت حاجة الأتراك للروس. الأمر الذي يثير القلق لدى موسكو. لذا فإنها ستختار لفترة معينة من الزمن متابعة ما يجري في سوريا، إلا أنها ستبذل ما بوسعها أيضاً لعرقلة سيطرة تركيا على كامل الشمال السوري."

وحول السيناريوهات المحتملة لأنقرة من أجل إدارة المرحلة التي ستلي انسحاب الأمريكان من سوريا، رأى "يالتشين" أن الحل الأمثل والأكثر أمناً في هذا الإطار، هو التوصل لاتفاق بين أنقرة وواشنطن، يقضي بسحب الأخيرة قواتها من سوريا بتنسيق واسع مع تركيا.

واستطرد قائلاً: "على سبيل المثال، يمكن التخلي عن القواعد التي أنشأتها واشنطن في شمالي سوريا، لصالح تركيا، وتأمين دخول الجيش التركي إلى الأراضي السورية بمحاذاة حدودها بعمق 15-20 كيلو متر قبل خروج الأمريكان من هناك، ما يؤدي إلى تسهيل إيجاد حل مشترك. إلا أن المدة الزمنية التي يرغب الأمريكان فيها مواصلة هذا التنسيق، يبقى مجهولاً بالنسبة لتركيا."

إلا أن الكاتب شدد على وجوب عدم تجاهل تركيا للعامل الروسي حتى في حال تم التوصل إلى اتفاق كالذي ذكره، وأن  عليها مواصلة التنسيق مع موسكو في كافة الأحوال.

وحذّر من أن بوتين ليس ببعيد أبداً عن تنظيم "ب ي د"، مبيناً أنه يكتفي حالياً بمتابعة ومشاهدة ما يجري على الساحة، وينتظر الموقف التركي ليبني موقف بلاده وفقاً لذلك.

وفي هذا الإطار، يعتزم وفد تركي رفيع المستوى إجراء زيارة رسمية إلى روسيا السبت المقبل للقيام بمباحثات مع المسؤولين الروس، تزامنًا مع استعداد الجيش التركي لإطلاق عمليات عسكرية شرق نهر الفرات بسوريا.

وأعلن المتحدث باسم الحزب الحاكم في تركيا عمر تشيليك، خلال مؤتمر صحفي عقده بمقر حزبه بالعاصمة أنقرة، أن الوفد التركي يضم كل من وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو، ووزير الدفاع خلوصي أكار، ورئيس جهاز الاستخبارات هاكان فيدان، ومتحدث رئاسة الجمهورية إبراهيم قالن.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!