محرم صاري قايا – صحيفة خبر تورك – ترجمة وتحرير ترك برس

لا بد أن أصح عبارة يمكن قولها في هذه المرحلة من الأزمة السورية هي "نجاح روسيا الدبلوماسي والعسكري".

لأن موسكو عززت سيطرتها في المنطقة بفضل قاعدة اللاذقية، إضافة إلى قاعدة طرطوس التي أسستها عام 1971. 

الأهم من ذلك أن نظام دمشق الذي دعمته دائمًا بدأ يحظى بالقبول مجددًا، وأصبح صانع قرار على الساحة. 

ما يلفت النظر في الآونة الأخيرة هو التطورات الدبلوماسية في دمشق، وعلى الأخص الحملات القادمة من الخليج والجامعة العربية. 

فالدول الخليجية والعربية كانت مع نظام الأسد على طرفي نقيض. لم يكن من الوارد اجتماعها مع أصغر مسؤول من حكومة دمشق. 

مع قرار الولايات المتحدة الانسحاب من سوريا، تتالت منذ  الأسبوع الماضي القرارات حول إعادة افتتاح السفارات في دمشق. 

افتتحت الإمارات سفارتها أولًا، تبعتها تونس بإجراء رحلات جوية مباشرة، ثم أعلنت البحرين رغبتها بفتح سفارتها، وأخيرًا وجه الرئيس التونسي دعوة للأسد من أجل حضور قمة الجامعة العربية المزمع عقدها في مارس/ آذار القادم. 

قد يُطرح تساؤل "وما معنى هذا؟"..

هذا يعني جعل حكومة دمشق شرعية من جديد، والأهم من ذلك الاعتراف بها سلطة وحيدة في سوريا. 

أي أن ما سيجري في سوريا من تحركات لن تكون كما في الماضي.. 

والبلدان الموجودة في سوريا ستضطر لمراعاة موافقة نظام دمشق بشكل أكبر من الآن فصاعدًا. 

ربما لن نشعر بتأثير ذلك خلال فترة قريبة جدًّا، ولكن نهاية النفق واضحة. 

إذا كانت البلدان تعيد افتتاح سفاراتها في دمشق فهذا يعني أنها تعترف بحكومة سوريا، وتعتبر رئيس الدولة فيها السلطة  السياسية. 

هذا الوضع سيكون ساريًا من الآن فصاعدًا في الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي أيضًا. 

من الواضح أن روسيا ستكون المدافع الأول عن هذا الوضع الجديد.. المؤشر الأقوى على ذلك هو تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في الآونة الأخيرة.

فخلال تعليقه على قرار الانسحاب الأمريكي أكد أن وجود الولايات المتحدة في سوريا هو في الأساس غير قانوني .

كما أنه أشار إلى أن مشروعية وجود القوات الروسية الجوية في الأجواء السورية تستند إلى أرضية قانونية نابعة من القوانين الدولية، وأنها في سوريا بناء على دعوة حكومة دمشق. 

ولفت إلى ناحية هامة بالنسبة لتركيا، فقال إن وجود تركيا في إدلب هو "بموجب اتفاق تم التوصل إليه مع الحكومة السورية". ويقصد بذلك أن تركيا موجودة في إدلب بموافقة حكومة دمشق. 

ليس من المعروف بعد ما تمخضت عنه مباحثات الوفدين التركي والروسي حول دخول تركيا إلى شرق الفرات، في موسكو قبل يومين. 

لكن من المفيد النظر إلى تصريحات وزيري الخارجية والدفاع الروسيين عن ترحيبهما بالادعاءات حول دخول القوات السورية إلى منبج. بالنظر إلى التصريحات الروسية عمومًا يتضح أن هناك جهد من أجل منح الأولوية للقوات السورية. 

كل ذلك يشير إلى أنه لن يكون هناك مفر من عودة العلاقات بين أنقرة ودمشق. 

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس