ترك برس

كشف مسؤولون فرنسيون في الآونة الأخيرة عن نيّة بلادهم مواصلة الدعم لميليشيات "وحدات حماية الشعب" (YPG) الانفصالية في سوريا، عقب قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، سحب قوات بلاده من سوريا، وإعلان تركيا عزمها إطلاق عملية عسكرية ضد الإرهاب شرق نهر الفرات.

وتحت مسمى "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، تحظى ميليشيات "YPG"، الذراع السوري لتنظيم "حزب العمال الكردستاني" (PKK) المحظور، بدعم كبير من الدول الغربية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا، بذريعة الحرب ضد تنظيم الدولة "داعش" بالأراضي السورية.

وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن فرنسا ستبقي على وجودها العسكري في سوريا لمواصلة "محاربة الإرهاب" هناك، رغم قرار واشنطن سحب القوات بشكل كامل.

وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، قال الشهر المنصرم ردًا على التصريحات الفرنسية، إنه "إذا بقيت فرنسا في سوريا بهدف حماية تنظيم YPG، فإن ذلك لن يفيدها ولن يفيد التنظيم".

المحلل السياسي التركي أنس يلمان، يرى أن خيارات تركيا للتعامل مع فرنسا هي نفسها التي كانت تستخدمها ضد الدور الأمريكي، وإبقاء التوازن بين الجهات الطامعة في سوريا.

وأضاف يلمان، في حديث لصحيفة عربي21، أن "فرنسا ستحاول أن تحل محل أمريكا في سوريا، ولكن تركيا تستنكف ذلك، وأيضا أن المعارضة السورية الموالية لتركيا ترفض رفضا تاما الوجود الفرنسي".

وتابع: "باعتقادي ستواصل التعاون مع روسيا وإيران، وخصوصا أن كلا الدولتين لديهما مصلحة كبيرة مع البقاء التركي كمحور فعال في شرق الفرات".

وأردف: "يبقى موقف ودور تركيا ثابتا وهو حقن دماء الشعب السوري وحماية أمنها القومي على طول الحدود مع سوريا".

بدوره قال الخبير المختص بالشأن الأوروبي، حسام شاكر، أن "الحرب على داعش كان الذريعة الأساسية للحضور الفرنسي في سوريا، وتحت هذا العنوان شاركت باريس في الحملة الدولية على التنظيم".

وأضاف شاكر: "لكن فرنسا بالأحرى ترى مصالح لها في شرق المتوسط، وتبقى حريصة على دور فاعل في المشهد السوري ويبدو عنوان مواجهة داعش لافتة ملائمة لذلك".

وأكد أن "أحد أسباب المنافسة الفرنسية لتركيا في شرق سوريا أيضا، هو تقلص فرص وثقل دورها، وذلك نتيجة لتعزيز الدور التركي في سوريا، أضف لذلك أن فرنسا استشعرت بأن ترامب لم يراع حضورها في المشهد السوري".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!