كورتولوش تاييز – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس

هل من الممكن التوصل إلى طريقة أو صيغة تذهب مخاوف تركيا الأمنية وتطمئن أنقرة، وفي المقابل تحمي حليف الولايات المتحدة في سوريا تنظيم وحدات حماية الشعب الإرهابي؟

تعمل وزارتا الدفاع والخارجية ومبعوث البيت الأبيض لسوريا وبعض السيناتورات للعثور على حل من هذا القبيل. بدأنا نسمع في الآونة الأخيرة أراء في هذا الخصوص من جميع المسؤولين الأمريكيين.

في تصريح أدلى به لوكالة الأناضول، قال السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام: "أتفهم  مشكلة تركيا مع بعض عناصر تنظيم وحدات حماية الشعب. آمل أن نتوصل إلى وسيلة تضمن لتركيا الشعور بالاطمئنان، وتؤكد لها أن عملياتنا في سوريا لن تشكل تهديدا لأمنها من ناحية، كما أنه من المهم جدا للولايات المتحدة ألا تتخلى عمن يساعدها في قضاياها، من ناحية أخرى".

وردًّا على سؤال: "كيف ستقدمون ضمانات إلى تركيا؟"، أوضح غراهام أن الإجابة عن هذا السؤال صعبة، مضيفًا: "هذا سؤال يقدر بـ 64 ألف دولار، كيف لنا أن نفعل ذلك؟".

بطبيعة الحال، أسوأ ما في الأمر هو أن الأمريكيين يعملون فعلًا على إيجاد صيغة من هذا القبيل. وينبغي النظر من هذه الزاوية إلى جولة وزير الخارجية مايك بومبيو التي تشمل 10 بلدان في المنطقة. سيسعى بومبيو للحصول على الدعم من أجل إقناع تركيا بالحل الذي تقترحه واشنطن.

لكن لماذا من الصعب إيجاد صيغة تحمي وحدات حماية الشعب في سوريا وتشعر تركيا بالأمن؟ لماذا يقدر هذا السؤال بـ 64 ألف دورلار على حد تعبير غراهام، الذي أعلن أنه سيزور تركيا قريبًا  لإقناعها؟

الإجابة هي أن القوة التي جلبت الولايات المتحدة إلى سوريا، وتحالفت مع تنظيم وحدات حماية الشعب الإرهابي، وسلحته ومكنته في الأراضي المتاخمة لحدودنا الجنوبية، هي نفسها تستهدف أمن تركيا.

أفكار ونوايا ومخططات البنتاغون تتجسد في تشكيل كانتونات إرهابية، وتحويلها خطوة خطوة إلى "دويلة" ضد تركيا. ولأن إخفاء هذه الحقيقة صعب يلجأون إلى أكاذيب مختلفة.

هناك قوة تسعى لإبقاء الولايات المتحدة في سوريا على الرغم من قرار ترامب بالانسحاب. لو أن هذه القوة لم تستهدف أمن تركيا لما شعرت بالحاجة للبحث عن صيغة "صعبة المنال" إلى هذا الحد.

الغاية الوحيدة للقوة المذكورة في هذه الفترة الحرجة هي خداع تركيا بالحيلة أو الإجبار أو الإملاء أو الألاعيب الدبلوماسية، وعرقلة العملية العسكرية المرتقبة، وكسب الوقت من أجل وضع الأمر في طريق لا عودة منه.

يمكنهم أن يطرقوا باب أنقرة كلما راق لهم، وباستطاعتهم اللجوء إلى الحيل والألاعيب الدبلوماسية التي يريدون، فلم يعد من الممكن أن يخدعوا أنقرة.

عن الكاتب

كورتولوش تاييز

كاتب تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس