ترك برس

أكد معهد بروكينغز الأمريكي للبحوث والدراسات، أن التوصل إلى تفاهم أمريكي تركي بشأن المناطق التي سينسحب منها الجيش الأمريكي من شمال سوريا ما يزال ممكنا، لأن الخيار البديل هو سيطرة النظام السوري وحلفائه على المنطقة الشرقية، وهو ما سيكون له أسوأ العواقب على الشعب السوري وعلى المنطقة ككل .

وقال تقرير للمعهد إن تصريحات كبار المسؤلين الأمريكيين منذ إعلان الرئيس ترامب الانسحاب من سوريا كانت متناقضة حول ما إذا كانت الولايات المتحدة تخطط لسحب قواتها بالكامل أو ستحافظ على وجودها في شرق سوريا. ثم أحدث ترامب مزيدا من الارتباك  بحديثه عن خطط لمنطقة عازلة وتهديده لتركيا إذا هاجمت الأكراد.

واعتبر التقرير أن الانسحاب المتسرع قد يمهد الطريق أمام عودة تنظيم الدولة الإسلامية بالإضافة إلى توسيع النفوذ الإيراني، ولكن العواقب ستكون أسوأ إذا حدث صراع مسلح بين تركيا وميليشيات وحدات حماية الشعب التي تهمين على قوات سوريا الديمقراطية وتعاونت مع الولايات المتحدة في الحرب على داعش.

وأضاف أن مستقبل وحدات حماية الشعب التي ظهرت لأول مرة في ظل إدارة أوباما ستظل شوكة في العلاقات التركية الأمريكية، حيث إن الإدارة الأمريكية ما تزال تخفق في وضع إستراتيجية مستدامة وقابلة للتطبيق يمكن أن تخفف من المخاوف التركية ، والاحتفاظ في الوقت نفسه بالميليشيات الكردية  كحاجز ضد نظام الأسد وإيران.

ورأى أن الانسحاب الأميركي المحتمل أدى إلى -جانب مخاوف واسعة النطاق من نزاع دموي بين الجيش التركي والميلشيات الكردية-إلى تزايد الحاجة الملحة إلى إيجاد حل وسط مع أنقرة بشأن مستقبل قوات سوريا الديمقراطية.

وأردف أن على الولايات المتحدة بالتنسيق مع حلفائها الأوروبيين،ولا سيما الفرنسيين ، دفع تركيا ووحدات حماية الشعب إلى اتخاذ بعض الخيارات الصعبة.

ووفقا للرؤية التي يطرحها المعهد، سيكون نهج أنقرة طويل الأجل تجاه المسألة الكردية في سوريا هو العودة إلى عملية السلام  التي توقفت في عام 2014 وتهدف إلى إنهاء صراعها مع حزب العمال الكردستاني.

وأضاف أنه إذا كانت وحدات حماية الشعب حلا أمريكيا ، وملأت الفراغ الأمني ​​في عام 2014 في لحظة حرجة بالنسبة للمجتمع الدولي. لكن هذا لا يعني أن الولايات المتحدة لا تستطيع دفع المنظمة لتقاسم السلطة على أساس أكثر عدلاً وجعل الدعم مشروطاً برغبتها في تقاسم السلطة مع الجماعات الأخرى الكردية والعربية. وسيكون الهدف هو إنشاء هياكل حكم موثوقة وشرعية ، وكذلك شركاء بديلين في وحدات حماية الشعب. يمكنهم بعد ذلك التخفيف من بعض مخاوف تركيا.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!