الأناضول

ترك برس

تناول تقرير في الموقع الإلكتروني لشبكة "دويتشه فيله" الألمانية، اتفاق الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان، والأمريكي دونالد ترامب، على إقامة منطقة عازلة في العمق السوري، متسائلًا عن مدى واقعية تطبيق مثل هذا الطرح.

وأشار التقرير إلى توتر العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا بسبب دعم واشنطن لـ"وحدات حماية الشعب" (YPG) التي تعتبرها تركيا الامتداد السوري لـ"حزب العمال الكردستاني" (PKK) المصنف ضمن قوائم الإرهاب.

وفي وقت سابق، انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حملات التضليل التي تشن حول أن بلاده تستهدف "الأكراد" في سوريا.

وأكّد أردوغان أن هذه الادعاءات ملفقة وأنه لو صح ذلك لما استضافت تركيا حاليا من "عين العرب" السورية لوحدها 300 ألف كردي.

وشدد على أن تنظيم (YPG) الإرهابي قام بممارسات وحشية ضد الأكراد والمسيحيين والآراميين بسوريا.

وحسب "دويتشه فيله"، يرى مارك بيريني الباحث الزائر بمركز كارنيغي أوروبا في بروكسل، أن "الخلاف التركي – الأمريكي يكمن في دعم الولايات المتحدة للقوات الكردية في حربها ضد تنظيم داعش في الرقة ودير الزور فيما تركيا على الجانب الآخر ترى أن قوات حماية الشعب الكردية ما هي إلا مجرد فرع من حزب العمال الكردستاني وأن الدعم والتسليح الأمريكي لقوات حماية الشعب الكردية سينتهي بشكل ما إلى خدمة مصالح حزب العمال الكردستاني".

فيما يرى فراس أوغلو  الكاتب والمحلل السياسي التركي، أن ترامب بعد أن لعب بورقة الضغوط الاقتصادية ورأى مفعولها القوي في تركيا فكر في استعمالها مجدداً ما قد يجعل تركيا تهبط كثيراً بسقف طموحاتها.

وأضاف أوغلو: "فبعد أن كانت تريد تفكيك وحدات حماية الشعب التركية فهي اليوم قد توافق على الاكتفاء بتغير مواقع تمركز قواتها العسكرية بشرط إقصاء العناصر التي تصنفها تركيا إرهابية وربما أيضاً إدخال عناصر كردية أخرى معارضة للنظام السوري ومعارضة للوحدات الكردية على حد سواء والحصول على ضمان أمريكي بدعم تركيا لوجستياً ربما يكون حده الأدنى منع أي تغيير في العقيدة السياسية لهذه القوات الكردية وعدم السماح مطلقاً بالمجيء على ذكر تقسيم سوريا أو إنشاء كردستان سوريا".

ويرى غسان يوسف الصحفي السوري المختص بالشأن التركي والكردي، أنه إذا اتفقت تركيا وأمريكا على إقامة المنطقة العازلة في مقابل حل حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) أو وحدات حماية الشعب الكردية فهنا قد تكون تركيا قد حققت نصراً كبيراً على المقاتلين الأكراد وأيضاً على حليفها الروسي بإقامة هذه المنطقة مع أمريكا وليس مع روسيا.

وأضاف يوسف: "لكني أعتقد أن هذا السيناريو مستبعد لأن روسيا على الجانب الآخر تحاور الأكراد ومعها الدولة السورية وهي بالقطع لن تسمح لأي اتفاقيات أن تتسبب في فشل هذا الحوار".

وأكّد على أن النزاع بين القوى الثلاث (أمريكا وروسيا وتركيا) يصعب للغاية التكهن بمن سيخرج منه بأكبر المكاسب وأقل الخسائر.

الأمر نفسه يراه مارك بيريني الباحث الزائر بمركز كارنيغي أوروبا في بروكسل، "فنظام الأسد لن يسمح مطلقاً بوجود منطقة داخل البلاد لا يفرض فيها سيطرته وسيدعمه في ذلك الحليف الروسي الذي لا نعرف حتى الآن موقفه من العرض الأمريكي والتوقع الأقرب هو الرفض من جانب الروس".

وتابع: "لكن الأزمة السورية عودتنا على التفكير في الكثير من الأمور التي قد تصبح واقعاً بعد ما كان من غير الممكن التفكير فيها من قبل لذا علينا أن ننتظر ونرى نتائج المناقشات بين الأطراف الثلاث الكبرى".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!