ترك برس

قال البروفسور جنغيز طومار، رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة مرمرة التركية، إن الولايات المتحدة تعمل على تشكيل جبهة تضم إسرائيل ودولاً عربية، لتقليص قوة تركيا وإيران وروسيا في المنطقة.

جاء ذلك خلال مقابلة له مع وكالة الأناضول، تطرق فيها إلى ما نُشر في الإعلام العالمي حول اجتماع عُقد الشهر الماضي في عاصمة خليجية ضم مسؤولين رفيعي المستوى من الإمارات والسعودية ومصر بالإضافة إلى رئيس الموساد الإسرائيلي يوسي كوهين، بهدف مواجهة تركيا "التي يعدونها الخطر الحقيقي بالنسبة إليهم."

وأشار "طومار" إلى أن خلاف بعض الدول العربية مع تركيا، بدأ مع انطلاق ثورات الربيع العربي.

وتابع قائلاً: "دعم تركيا للحركات التحررية، ووصول جماعات مثل الإخوان المسلمين إلى الحكم في بعض البلدان العربية، دفع بعض الدكتاتوريين من الزعماء العرب إلى معاداة ومجابهة أنقرة. وأبرز مثال على هذا شهدناه في مصر. وهذه هي الفكرة نفسها السائدة في الولايات المتحدة وباقي الدول الغربية."

وذكر الخبير في شؤون الشرق الأوسط، أن إسرائيل تعمل على إقناع مصر والدول الخليجية بشكل خاص، على أن تركيا وليس إيران، هي الخطر والخصم الحقيقي بالنسبة لهم.

ويرى "طومار" أن بنية تركيا الديمقراطية والعصرية، ومخاطبتها لفئة واسعة من الشعوب السنية، وسياساتها التحررية، إضافة إلى قوتها الناعمة المتمثلة في الأفلام والمسلسلات التي تبثها، زادت من شعبيتها لدى الشارع العربي، ما أدى إلى تفاقم التهديد التركي في نظر بعض الحكام العرب وإسرائيل.

وأفاد بأن إسرائيل طلبت من بعض البلدان العربية، تحضير خطة عمل لتقليص الفاعلية التركية والإيرانية في كل من سوريا والعراق، مبيناً أن نتائج خطة العمل هذه بدأت تظهر على أرض الواقع.

وأردف: "محاولة بعض البلدان العربية إقامة علاقات دبلوماسية مع النظام السوري، وتأمين عودة سوريا إلى بنية الجامعة العربية، وتسليم إدارة المناطق التي ستنسحب منها الولايات المتحدة شمالي سوريا، إلى قوات عربية، على صلة بخطة العمل هذه."

وبحسب الأكاديمي التركي، فإن الولايات المتحدة تحاول الرد على ما يسميه بـ "جبهة الشمال" في سوريا والتي تضم تركيا، وروسيا، وإيران وقطر، بتشكيل "جبهة الجنوب" التي تضم إسرائيل، ومصر وبعض الدول الخليجية.

وأضاف: "رغم إعلان إيران على أنها المستهدفة من قبل جبهة الجنوب، إلا أن الهدف الرئيسي لهذه الجبهة التي تلعب فيها إسرائيل دوراً فعالاً، هي تركيا المعروفة بمواقفها في كل من فلسطين وسوريا وتجاه الربيع العربي. لذا فإن معاداة أنقرة جمعت بين واشنطن، وتل أبيب، ومصر وبعض الدول الخليجية."

وذكر "طومار" أنه رغم معاداة بعض الحكام العرب لتركيا، إلا أن الأخيرة عادت لتكتسب شعبية واسعة لدى الشارع العربي، وذلك بسبب مواقفها حول القضية الفلسطينية والقدس بشكل خاص.

واختتم حديثه بالقول إن "هذه العداوة من قبل الحكام والحكومات العربية، لا تعكس الشارع العربي الذي يرفض النظر إلى أنقرة على أنها عدو للعالم العربي."

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!