ترك برس - ديلي صباح - الأناضول

أظهرت أرقام نشرها المركز التركي للإحصاء أنّ عدد السّعداء من بين الأتراك انخفض العام الماضي، وأنّ غالبية السعداء هي من كبار السنّ والمتزوجين.

وأشارت أرقام من إحصائية "الرّضى عن الحياة" لعام 2014، أُصدِرت كذلك من المركز التركي للإحصاء (TÜİK) أمس الجمعة إلى أنّ عدد السُّعداء من الأتراك انخفض بنسبة 3 بالمئة منذ عام 2013.

تُظهِر الدراسة أنّ المواطنين الأتراك بعمر 65 عاماً وأكثر يشكّلون غالبية الذين يعبّرون عن سعادتهم فهم يشكّلون نسبة 62,8%، كما أنّ المتزوّجين يملكون نسبة أعلى من السّعادة من غير المتزوجين.

وحسب تقرير مركز الإحصاء، فإنّ النساء التّركيات بشكل عام أكثر سعادةً من الرّجال الأتراك، على الرغم من أنّ نسبة النّساء من بين مجمل السّعداء شهدت تراجعاً من 61,9 بالمئة إلى 60,4 بالمئة.

ووفقاً لأرقام العامين 2013 و2014، فإنّ هناك تذبذباً في البيانات المتعلقة بسعادة الأتراك. فقد كانت نسبة السعداء من مجمل الشعب التركي 59,6 بالمئة في عام 2003، وارتفعت في عام 2011 إلى 62,1 بالمئة. ومنذ ذلك الحين انخفضت بشكل تدريجي إلى 59 بالمئة.

وأفاد التقرير الإحصائي بأنّ السّعداء من المتزوجين كانوا أكثر من السّعداء من غير المتزوجين بنسبة 8,9 بالمئة. كما أعرب معظم الذين استُطلعت آراؤهم عن أنّ عائلاتهم هي أكثر ما يُشعرهم بالسعادة، يليها أطفالهم وأزواجهم ووالدوهم.

كما أنّ الصحة كانت مفتاح السعادة لـ 68,8 بالمئة من الأتراك، وجاءت على سلّم العوامل التي تجلب السّعادة قبل الحبّ، والنّجاح، والمال والعمل.

كما رصدت الإحصائية مستوى تعليم الفئة السعيدة من المواطنين الأتراك، ووجدت أنّ خريجي مؤسسات التعليم العالي هم أسعد بكثير من الذين تلقوا مستوىً أقل من التعليم. ومع ذلك، أظهرت الدراسة أنّ مُتلقّي المستويات الأقل من التعليم تجاوزوا في مستوى السعادة أولئك الذين تخلّفوا عن الدراسة أو تركوا المدرسة.

أكثر النتائج الملفتة للنظر في الدراسة كانت ارتفاع قناعة الأتراك بالخدمات العامة في عام 2014 مقارنةً بالأعوام السابقة.

فقد أعرب المُستطلعة آراؤهم عن رضاهم بنسبة كبيرة عن الخدمات الأمنية. وذلك تأكيداً على نتيجة توصلت لها دراسة أجرتها في وقت سابقة منظمة غير حكومية أظهرت أنّ لدى المواطنين ثقة عميقة في الشرطة. وأشارت الدراسة التي أجرتها المؤسسة التركية الدراسات الاجتماعية والاقتصادية (TESEV) إلى أنّ المستجيبين قيّموا جدارة قوات الشرطة بالثّقة بدرجة 3,89 من خمس نقاط.

وعبّر الأتراك عن رضاهم بقطاع المواصلات الذي جاء في المرتبة الثانية بعد قطاع الأمن، يليه قطاع الصحة، والتعليم، والضمان الاجتماعي والقضاء.

كما أشارت الدراسة إلى انخفاض في معدّل المُتطلّعين إلى مستقبل أفضل من 77 بالمئة في عام 2013 إلى 73,8 بالمئة في عام 2014.

ويتمّ إجراء الدراسة في مناطق ريفية وحضرية مع الأفراد من خلال مقابلات وجهاً لوجه منذ عام 2003. وفي دراسة الرِّضى عن الحياة في عام 2014، تمّ إجراء مقابلات مع 7,368 فرداً من عمر 18 عاماً وأكثر.

وتُعدّ الدراسات المسحية المتعلقة بمدى الرضى عن الحياة مؤشراً مهمّاً للمزاج العام للسّكان بدلاً من الشعور المؤقت بالنعيم. ففي العادة تترافق معدّلات السعادة مع الحالة العامة للاقتصاد في أي دولة. تقول منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي (OECD) إنّ تركيا حقّقت تقدّماً في تطوير جودة حياة مواطنيها، خاصة في العقد الماضي، لكن لا يزال أمامها طريق طويل. وأظهر مؤشّر الحياة الأفضل للمنظمة أنّ نصيب الفرد من دخل البلاد هو أقلّ من معدّل نصيب الفرد في دول المنظمة والبالغ 23,000 دولار أمريكي سنوياً.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!